في الوقت الذي ندعو الله فيه أن يهب الاستقرار والأمن لوطننا، حيث المزاج العام المتكدر نتيجة للظروف الاقتصادية والسياسية معا، وفي الوقت الذي نتطلع فيه جميعا إلى الاحترام والتعايش مع كل مكونات الوطن وثقافاته، وفي الوقت الذي تنزف فيه جراحات إخوة لنا في سوريا، وتحاك المؤامرات ضد قدسنا وأقصانا، تطالعنا الكاتبة زليخة أبو ريشة –كما هي عادتها- في الاتهام والازدراء للشريعة الإسلامية وأحكامها وعلمائها وكلياتها، هي وغيرها ممن لا همّ لهم إلا نقد التوجه الديني الفطري الملتزم، فلا تعجبهم مظاهر الالتزام التي تعكّر عليهم توجهاتهم التحررية، يسبحون في عكس التيار، باثين سهامهم المسمومة، يتصيدون في الماء العكر، ويناقضون دين الدولة ومبادئها التي قامت عليها.
يظن هؤلاء الدولة المدنية مضادة للإسلام، فلا دولة مدنية بمعتقدات وأسس دينية، لتأتي ورقة جلالة الملك النقاشية السادسة حاسمة بأن الدولة المدنية روحها ومبادئها ومرجعيتها الإسلام، وخرست ألسنة كثيرة كانت تسعى إلى تغريب الدين وتجريم المتدينين، يزعمون التحرر ولا يريدون الحرية إلا في اتجاههم! ترى في أي أجواء يعيش هؤلاء!؟ ومن أية ثقافة وأية بيئة جاؤوا، العالم في معظمه ينحني تقديرا للإسلام ومبادئه، وهو الدين الأسرع والأكثر انتشارا في العالم كله، وهؤلاء ما زالوا غارقين في أحلام تحويل الأردن إلى بلد منزوع الدسم من روح الإسلام العظيم، المكوّن الثقافي الرئيس للأردنيين، مسلمين ومسيحيين.
ولم أكن أرغب في الرد على هذه الكاتبة فقد رد بعض الزملاء عليها، ولكن الذي لفت انتباهي رد دكتور في جامعة اليرموك، اسمه رشيد الجراح، علق على ما كتبته زليخة، فقرأ خطأ كلمة ("تصف" كلية الشريعة في الجامعة الأردنية..) قرأها (نصف)، فقال: "زليخة لا زالت تمتع بروح النقاش، فذكرت أنه نصف كليات الشريعة، أنا أظن أن كلها أوكار لداعش، ومن لا يعجبه هذا الكلام فل... ول..."، فجاء تعليقه متجاوزا التقاليد الجامعية وأعرافها، كلام لا أستطيع نقله لأنه مقرف مقزز جنسي، وإن كان على صفحته الخاصة، وله الحرية، لكن كلامه ينبئ عن شخصيته، وتحديه غير الحضاري، ومثل هذا لا يؤتمن على طلبته.
أطالب رئيسي الجامعتين الأقدم في الأردن، الأردنية واليرموك بالتحرك لرفع قضايا ضد زليخة ورشيد، فزليخة تهاجم كلية في جامعتك يا رئيس الجامعة الأردنية، ورشيد ينشر ثقافة قذرة تضر بطلبتنا الأعزاء يا رئيس جامعة اليرموك، والعجيب أنه حذف تعليقه، ولكن كلامه منقول موثّق.
نرجو أن لا يأخذ الموضوع أكثر من حجمه، وأن لا يشغلنا عن الأهم، وذلك بأن يتحمل رئيسا الجامعتين مسؤوليتهما، وننتبه جميعا إلى ما فيه تقدم وطننا واستقراره وسعادة إنسانه.