TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أغلقوا حساباتهم على الشبكة العنكبوتية
18/03/2014 - 5:30pm

طلبه نيوز
- قرر الاربعيني عادل الغاء حسابيه على موقعي التواصل الاجتماعي الفيسبوك وتويتر واقفال جهازه المحمول حتى اشعار آخر مبررا ذلك بتوقه للراحة النفسية والهدوء اللذين غابا عن حياته منذ ان بدأ التعامل مع تلك التقنيات مرغما، بفعل ما اسماه زلزال التواصل "غير الاجتماعي" على الاطلاق.

ويصف شعوره لحظه اتخاذ قراره بانه خليط من "الاشمئزاز" المصحوب بالغثيان واحساس غريب بانه يدور في فراغ ويبحث عن لاشيء مع اشخاص لا يمتون له باي صلة , مستغرقا ساعات من الضياع والانفصال عن محيطه.

ويزيد الموظف في احدى شركات الطيران لـ(بترا): انه اضاع اوقاتا ثمينة كان يمكن استغلالها في عمل اضافي او انجاز استحقاقات تأخر عنها مشيرا الى ان كل ذلك لا يعادل شعوره الغريب لحظة قرار الغاء حسابيه للابد واغلاق هاتفه حتى اشعار اخر.

يشاطر عادل في قراره هذا الكثيرون ممن يفكرون جديا بالغاء حساباتهم على الشبكة العنكبوتية ويشعرون بذات المشاعر، وسط تساؤلات ملحة عن طبيعة الاثار النفسية المترتبة على ادمان بلا مبرر وبلا هدف, وهل من الطبيعي ان يصاب المرء بعوارض مختلفة كحالة من "القرف" او الاشمئزاز, او الغثيان, والاحساس بالذنب على اوقات تضيع بلا طائل.

يبرر مختصون اجتماعيون قيام اشخاص باغلاق حساباتهم اذا كان لصالح الصحة العامة والهدوء النفسي والراحة مع التشديد على نبذ الانكفاء على الذات فيما يؤكد مختصون بعلم النفس ان عالم القرية الكونية يتطلب من الجميع الانفتاح العقلاني والتصرف مع هذا العالم الافتراضي بوسطية واعتدال. يقول سكرتير التحرير بالدائرة الرياضية بجريدة الرأي الزميل لؤي العبادي: "انا ممن يريدون اغلاق حسابهم على الفيسبوك وفعلت ذلك مرة لكن عدت لتفعيله"، مضيفا: ما دفعني لاغلاقه هو احساسي بالعيش في عالم افتراضي اكثر مما هو واقعي فضلا عن اختراق حياتي الشخصية من كثيرين معلقا : اتمنى لو ان الفيسبوك لم يظهر ابدا في حياتي. ويستدرك عجزت عن اعادة اغلاقه لادماني على التواصل الالكتروني وكسلي بالعودة الى التواصل الاصيل والانساني والواقعي مؤكدا " ينتابني شعور غريب جراء استخدام الفيسبوك، شعور خليط بين الملل والكآبة جراء قراءة الاخبار والقصص المختلفة واكتشاف طبيعة بعض الناس بشكل صادم".

ويفكر الثلاثيني زياد / موظف قطاع عام / جديا في اغلاق حسابه لان الفيسبوك اخذه من عالم الكتاب الذي كان معتادا على قراءته بشكل دوري، مشيرا الى انه حاول الالتفاف على ادمانه هذا بشراء اكثر من كتاب اخيرا، بيد انه لم يفلح بتناسي الفيسبوك والعودة الى شغفه بالكتب. تقول الثلاثينية اسماء انها قررت الغاء حسابها على الفيسبوك اكثر من مرة و فعلت ذلك اخيرا بعد ان تسبب لها الادمان عليه بمشكلات عائلية بسبب حالة التوتر التي تسيطر عليها بعد ساعات من تصفحه مشيرة الى وجود دراسات علمية تبين الاثار النفسية الحقيقية لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.

وتحذر من وجود ربما ادنى علاقة بين المشاعر السلبية التي تنتاب اشخاصا مدمنين على الفيسبوك وتويتر ومحاولات الانتحار , وبخاصة الاصابة بالاكتئاب التي تصيب المراهقين على وجه التحديد.

اما انديرا حداد /ناشطة على الفيسبوك/ فتقول انها لا تفكر ابدا في اغلاق حسابها واصفة اعتيادها عليه بالورطة التي لا رجعة عنها ولكنها تناقض نفسها حين تتمنى لو ان وسائل الاتصال هذه لم تكتشف لانها ابعدتها عن الواقع والغت الكثير من الاعمال التي كانت من المفترض ان تنجزها. الاستاذ في علم الاجتماع بجامعة مؤته الدكتور فايز المجالي يؤكد ان الافراط في استخدام حسابات التواصل الاجتماعي يؤدي حتما الى مشاعر سلبية تأتي ردة فعل على احساس الشخص بانه يضيع وقته بلا طائل، الامر الذي يحبسه في دائرة من القلق والتوتر اللذين يجهزان على الراحة النفسية او يقتربان من ذلك.

ويشدد في ذات السياق على انه من المبرر جدا جنوح الاشخاص لاغلاق حسابات التواصل الاجتماعي خاصتهم، ولاسيما اذا وصلوا الى مرحلة اللاعودة والضياع الفكري والنفسي والاحساس بالمشاعر السلبية انفة الذكر حينها يفاضل الشخص بين حاجته الحقيقية لنفسه ولصحته من جهة وبين ضياعهما من جهة اخرى فيختار ما يناسبه من راحة بال وابتعاد عن القصص والمشكلات الكثيرة التي يقرأها عبر تلك الحسابات.

ويدعو الدكتور المجالي الاشخاص الى هدنة من هذا العالم الافتراضي في سياق عودة اصيلة للذات لتحديد ماذا يريدون من تلك الحسابات وماذا تضيف لهم وتأخذ منهم وعلى اثرها يحسبون حسبتهم في العودة المعتدلة المحسوبة بساعات مقننة تعود بفائدة خاصة اذا تم استثمار الفيسبوك او تويتر او غيرهما من الحسابات ذات الاستخدام المشابه بشكل امثل. ويستدرك في سياق ذي صلة بان تبرير اغلاق حسابات الشبكة العنكبوتية لا يعد دعوة للانكفاء على الذات وانما مراجعة لها بهدف اختيارات امثل وذات جدوى على الصعيدين الاجتماعي والنفسي وربما الاقتصادي اذا ارتبطت تلك الحسابات بمصلحة عملية او تجارية. ويقول المتخصص في علم النفس التربوي في جامعة اليرموك الدكتور شفيق علاونة ان مشكلة الجيل هي الافراط في الاقبال على التكنولوجيا حد الهوس ما يترتب على ذلك حتما آثار نفسية عديدة ليس حصرا في القلق والتوتر وانما قد تصل احيانا الى وساوس قهرية تؤدي بالشخص الى التطرف في سلوكه وتبعده عن الاعتدال.

ويحذر في هذا السياق من ان الاثار النفسية المختلفة من قلق وتوتر واحباط وعزلة وغيرها قد تؤدي لاحقا الى الاكتئاب الذي يولد المشاعر السلبية المرتبطة بالتفكير الهدام ومن ضمن ذلك التفكير بالانتحار , لذلك فان المطلوب ليس الانكفاء واغلاق الحسابات وانما تغليب العقلانية والتعامل باعتدال مع كل الوسائل التكنولوجية.

ولايرى الدكتور علاونة بان اغلاق حسابات الشبكة العنكبوتية تصرف عملي؛ لان العالم الرقمي مدرسة بحد ذاتها وتتيح فرص التعلم من الاخر وبات من غير المجدي الانفصال عن عالم صار كله قرية واحدة.

ويفسر اقدام اشخاص على اغلاق حساباتهم من الناحية النفسية بقوله : قد يرتبط ذلك بضعف التصميم الذاتي وغياب الارادة , والاصل ان تتم معالجة المشكلة بعد تشخيصها اي ان الذي يشعر بدوار او توتر مثلا، لابد له لحظتها من اغلاق جهاز الحاسوب ليرتاح فكره وجسده وليس التفكير باغلاق الفيسبوك او تويتر او غيرهما وكأن تلك النوافذ الالكترونية هي المسؤولة الاولى والاخيرة عن الحالة الصحية العضوية للاشخاص.

ويدعو الدكتور علاونة في سياق مرتبط الى عدم التساهل مع اي اعراض صحية او نفسية جراء التعامل مع التكنولوجيا ومعالجتها طبيا في اسرع وقت حتى لا نخلط الامور ونحلل مآلات احوالنا النفسية لتنصب لوما وتعنيفا على تلك الحسابات.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)