طلبة نيوز-
رحلت عنا يا أعز الرجال منذ سنين طويلة وذكراك راسخة في القلوب وكأن الحدث كان امس عندما مدت يد الغدر لتنال من هامتك الطويلة، عندما عجز الجبناء عن مواجهتك وضعفوا أمام عقلك الراجح وظنوا أنهم سيخدمون القضية التي نسوا أنك قد حملت لواء الجهاء في فلسطين قبلهم وكنت في جيش الإنقاذ. لقد دافعت عن شرف فلسطين أكثر مما تظاهر به المتشدقون و هانت عليك الدنيا بما رحبت وانت تعرف بأنك مستهدف وقررت أن تستمر في مسيرة الكفاح من أجل القضية. ولكنهم خشوا أن تكشف حقيقتهم أمام العالم فتنادوا شرفا أبناء الخيانة واندفعوا إليك في الوقت الذي كان ديان وعتاة الإجرام في إسرائيل يتراقصون فرحا على نكبات الأمة.

نعم جعلوك العدو الأول ولكن الشرفاء من أبناء فلسطين يدركون ويعرفون من هو وصفي التل وماذا كان يعني للقضية الفلسطينية . واعجب من هؤلاء الخونة كيف بقي شارون حيا بعدما فعل بالفلسطينيين في صبرا وشاتيلا ما فعل ولم تجرؤ يد الخونة في الوصول إليه. إن كانوايعتقدون أنهم يدافعون عن القضية كما ادعوا عندما قتلوك يا وصفي.
لقد كانت لك بصماتك في كل زاوية من هذا الوطن، وضعت
اسسا ونظاما يسير عليه الآخرين من بعدك، وجعلت الأردن جل همك و رسمت صورة كبيرة عملاقة للأردني الشريف الذي يحب هذا الوطن ويحب الأردنيين ويدافع عنهم. فجاء من بعدك أجيال عمل فيهم الدهر ما عمل وتعلموا كيف يضعون اولوياتهم بحيث يكون الأردن الوطن آخرها. فكثر الفساد وعمت الفوضى وأصبحت الوطنية والأردن تجارة يعرضها الوصوليون لغايات الاستثمار وتحقيق المآرب الشخصية.

آه يا ربي لو أن وصفي يعود فوالله عجزت أرحام النساء الأردنيات أن يلدن مثلك ، مثلك تكثر بواكيه ، ولا يعبيبنا أن نبكيك، لقد كثر الفساد يا وصفي وباعنا المفسدون في السوق السوداء والبيضاء ، حتى تجرأ علينا كل خسيس على الأرض. أين أنت وصفي تعال وانظر إلى المتشدقون والمتحدثون الذين يظهرون الحب للوطن ليس لأنه الأردن بل لأنه مصدر النهب والسرقة.
الأردنيون الشرفاء يبكونك يا وصفي، يسألون الله في كل صلاة أن يأتي بمثلك فوالله بتنا كالجياع على صحون اللئام. والله يا وصفي نحن في زمن عز فيه الرجال الصادقين ، لقد قطعوا وطني يا وصفي ونهبوه وجاءنا الناهبون من كل حدب وصوب. وبتنا نرى ونسمع اسماء تظهر ماكانت تجرؤ على الظهور عندما كنت حيا.

سلامي لروحك الطاهرة وليبكيك الصادقون من وطني على رجل عز الزمان أن يأتي بمثله وليتحسروا على أنهم ما تبعوا نهجك الشريف.