TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
أ.د عمر الجراح أوصل جوهرة الجامعات للعالمية و رحل
14/12/2017 - 5:15am

بعد قرار إعفاء رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الأستاذ الدكتور عمر الجراح من منصبه ساد الشارع الأردني جو من التوتر والرفض العام طلابياً وأكاديمياً و استهجان عام لقرار الإعفاء المفاجئ ، و الذي أتى دون تبيان لسببه ، مما خلق حاله جامحة من اللبس والحيرة والتخبط تستدعي أن تكون آلية التقييم العام لروؤساء الجامعات الأردنية واضحة وبيّنة ومعلنة من حيث الكيفية والنتائج المفصلة مسبوقة بمساءلة للروؤساء الخاضعين للتقييم قبل إصدار الأحكام النهائية وليست حكراً على لجان التقييم فالمعرفة حق للجميع لأن الاستثمار بالعلم يعتبر ذروة اقتصاد وطننا مما يجعل شفافية القوانين المحكمة لأداء قيادات التعليم العالي شأناً عاماً مما يستوجب أن تكون الآلية وتفاصيل نتائجها معلنة في إطار من الشفافية ، إن مساءلة الروؤساء يعتبر أحد عناصر العدالة الواجب توافرها في إجراءات تقييم الروؤساء ليأتي قرار التقييم على بينة قاطعة وليتيح المجال للشخص المعني بطرح معطياته على طاولة التقييم كما تقتضي الطبيعة البشرية فمن منا يقبل أن تصدر بحقه أحكام نهائية غيابية دون مساءلته ووجوده كطرف أصيل ضمن آلية تقييمه مما يجُبُّ شعور الإجحاف الذي يتولد نتيجة إصدار أحكام غيابية ما على الشخص المعني بها سوى أن يتقبلها حامداً شاكراً وهذا ينافي عدالة المساءلة التي بنيت عليها سياسة الثواب والعقاب في الكون بأسره .
وهنا و بعيداً عن سرد الانجازات العلمية والأكاديمية ، وددت أن أسلط الضوء على جانب آخر آلا وهو ضرورة بناء طموح الشباب في هذا الوطن وعدم قتله في مهده ، فبعد أن ترددت أصداء قصة عشق الطالب عمر الجراح لجامعته وكيف أثمرت قصة العشق تلك بين أروقة الجامعة ارتقاء بهمة الشباب ليصعد سلالم النجاح فيها طالباً متميزاً ثم ليغدوا مدرساً شهد له طلابه بتواضعه و رزانه خلقه وسعة علمه ،وليكمل مسيرته فيها متبوءاً عده مواقع إدارية في جوهرة الجامعات ، فصدقه الاجتهاد وعده في جامعته التي أحب ، ليصبح رئيسها ويجني ثمار النجاح فيها ويرفعها ضمن أفضل ٥٠٠ جامعة على مستوى العالم ، ليكون وضع تاجاً من نجاح على رأس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية مقراً بالمجهود التراكمي الذي بُذل من قبل القائمين على إدارة الجامعة منذ أن خطى فيها طالباً ولكنه عرف كيف يجني المحصول ليؤتي أكله في نادي العالمية نجاحاً متميزاً لا يشق له غبار ومن كان منتقصاً من حجم هذا الإنجاز فليأتي بمثله لجامعة أردنية أخرى ليكون الوطن هو الفائز الأكبر من روح الغيرة والتنافسية الخلاقة الشريفة المطلوبة في أروقة مؤسساتنا التعليمية ، ولعل هذه القضية ليست صراع مناصب أو ولاية بل فكرة كره الإنسان ورفضه لمقاضاته بأحكام غيابية دون تفصيل أو مساءلة ورمزية رفض الأجيال الشابة لاغتيال الطموح في الوطن الذي هو أحوج ما يكون لسواعد أبنائه وعلمهم والنأي عن الزج بهم لأحضان دول أخرى لتستثمر قدراتهم و ترقى بكفاءاتهم من خلال توفير البيئة الخلاقة للعمل بعيداً عن تهديد المظلومية في ظل تقييم عادل شفاف واضح يعرف فيه المرؤ ماله وما عليه فيصوب نقاط الضعف في سبيل إكمال المسيرة التعليمية دون أدنى تخوف من فجائية القرارات التي توقف الركب في منتصف الطريق ،لتنهي قصة عشق طالب لجامعته بطلاق تعسفي مفاجئ لا يعرف تفاصيل مسبباته ، لتضيع همة العمل ويتبدد وقته في البحث عن الحقيقة بدلاً من إنفاقه بالإنجاز ،،وهنا علينا أن نخلق حالة من الثقة بعمليات تقييم روؤساء الجامعات وأن تعلن آلياتها و تفاصيلها وأن تكرس أنظمة المساءلة العادلة لننأى بقطاع التعليم في وطننا عن مراتع اللغو وشتات الرأي والتخبط والانحياز، لنفتح المجال واسعاً للعمل والانجاز بعيداً عن شغل الرأي العام بهالة السرية والتكم التي تثير الشكوك حول مصداقية التقييم مما يخلق راحة ناجمة عن الثقة بعدالة طرح التقييم لكافة الأطياف المعنية بالعملية التعليميةوالتي تشمل الشخص المقيّم ومؤسسته والطلبة والهيئات الأكاديمية والإدارية والرأي العام وينأى بالوزارة وصناع القرار فيها عن أي مغالطات أو تقليل لمصداقية التقييم فيها ،،وهذا كله يصب في صالح الحفاظ على الكفاءات العلمية الفاعلة التي من حقها قيادة مسيرة التعليم في جو يسوده محبة الطلبة لتحذوا حذو التنافس الشريف في ظل وجود قدوة لهم خرجت من بين صفوفهم لتكمل مسيرة أجيال واعدة تبشر بمستقبل الوطن ،،أردننا الصغير بمقدراته المادية والعظيم بأبنائه لأنهم أغلى ما يملك ،،فهم تراب أرضها وزيتونها وأمل مستقبلها الواعد في ظل التحديات الراهنة في المنطقة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)