TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
آثار الإباحية المدمرة على الدماغ و العلاقات و المجتمع
19/02/2015 - 2:45pm

طلبة نيوز-

د. محمد عبدالجواد

آثار الإباحية على الدماغ
أعيدوا دماغي إليَّ فقد دمرته الإباحية!
أعيدوا دماغي إليَّ فقد دمرته الإباحية !
نعم، إن ما تقرأه هو الحق. الاباحية تغيرالدماغ بل و تدمره .
واحدة من أكثر التطورات أهمية في فهمنا للدماغ في العقدين الأخيرين هو اكتشاف ما يسمى بالمرونة العصبية. فـ "العصبية" تعني الدماغ و "المرونة" تعني القابلية للتغير ، أو بعبارة أخرى ، فقد اكتشف العلماء أن الدماغ باستمرار ينشيء مسارات مبنية على العادات التي تقوم أنت بها .
لشرح كيف يعمل الدماغ ، فإن علماء الدماغ قالوا : إن الخلايا العصبية التي تنشط أو تثار معا، تتواصل معا بما يشبه الأسلاك .
ما هي الخلايا العصبية ؟ وما هو السبب في إثارتها ؟
عندما يحصل تنشيط لخلايا المخ في نفس الوقت من شيء ما رأيته أو سمعته أو شممته أو أيا كان، فإن خلايا الدماغ تقوم بإطلاق المواد الكيميائية التي تساعد على تقوية العلاقة بين الخلايا العصبية.
على سبيل المثال، عند تناول طعام لذيذ يقوم الدماغ بإفراز الدوبامين ، وهي مادة كيميائية تجعلك تشعر بأنك على نحو جيد . أو إذا تعاقدت اليدين مع شخص ما يهمك كأبيك أو أمك ، فدماغك يطلق مادة كيميائية تسمى الأوكسيتوسين، التي تساعدك على الترابط مع الناس. أو إذا كنت في كل مرة تذهب لزيارة عمك مثلا و كان يأخذك في عناق كبير ثم يقدم لك الآيس كريم ،فهذا ربما سينشيء لديك شعورا جميلًا جدًا تجاه عمك ، لأن عقلك سوف يقوم ببناء مسارات تربط العم مع الشعور بالسعادة والحب .
إن لديك العديد من الأنواع من مسارات الدماغ لجميع أنواع الأشياء: ركوب الدراجة، وتناول الطعام، و المشي على الشاطيء. وعندما ينظر الشخص إلى الاباحية فإن الدماغ يصنع مسارات جديدة لذلك أيضا كما في الأمثلة السابقة .
تماما مثل غيرها من المواد الملموسة المسببة للإدمان، فإن الاباحية تغرق الدماغ بالدوبامين . لكن بعد أن يغرق الدماغ بالدوبامين بصفة مستمرة نتيجة الاستخدام الدائم، تقل عدد مستقبلات الدوبامين و التي تكون كزوائد صغيرة على النيرون " الخلايا العصبية " و التي تستمع إلى رسالة الدوبامين.
مع وجود عدد أقل من المستقبلات، حتى و لو كان الدماغ يقوم باستقبال نفس مستويات الدوبامين نتيجة للمشاهد السيئة، فإنه لن يشعر بتأثير الدوبامين بنفس القدر . نتيجة لذلك، ومثله مثل مدمن المخدرات، سيتجه للبحث عن مستوى أعلى من الإثارة، ويهبط في دركات أسوأ وأسفل نتيجة لهذه العادة السيئة، وذلك أملًا في تحقيق نفس المستوى الشعوري (الزائف) الذي كان ينتابه في البداية. لقد بدأ الشخص يفقد حساسيته، ومعها يفقد اتزانه ورشده. وسبحانه القائل: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚذَٰلِكَأَزْكَىٰلَهُمْۗإِنَّاللَّهَخَبِيرٌبِمَايَصْنَعُونَ) النور - الآية 30.
فمع الاستخدام المتكرر للإباحية فإن المستخدم يتكيف مع الدوبامين و يعتاد عليه ، و هذا هو أحد الأسباب التي تصل به حتى الإدمان لهذه المشاهدات المحرمة. و سيجد الشخص أن الأنشطة التي كان يمارسها و التي كانت سببا في إفراز موجة عالية من الدوبامين لن تجعل الشخص مع مرور الوقت يشعر بالسعادة كما السابق ، و بالتالي ستترك تلك التجربة هذا العاصي في شعور أو إحساس متدني و غير مستقر .
بمجرد الوقوع في الإدمان، فإن الشخص يقع في مجموعة جديدة كاملة من المشاكل، لأن أضرار الإدمان تظهر و تؤثر على الجزء من الدماغ الذي يساعد على التفكير في الأشياء عبر اختيارات جيدة .
لأكثر من عشرة أعوام أظهرت الدراسات أن إدمان المخدرات بأشكالها يمكن أن يسبب انكماش في الفص الجبهي للدماغ. إن "الفص الجبهي" يبدو تقنيا حقا، حيث إنه الجزء من الدماغ الذي يتحكم في حل المشكلات واتخاذ القرارات المنطقية. لكن الدراسات الأخيرة وجدت أنه ليس فقط الأدوية التي تسبب ها النوع من الضرر، ولكن أيضا تظهر نفس هذه المشاكل مع أنواع أخرى من الإدمان، مثل الإفراط في تناول الطعام، وإدمان الانترنت، وإدمان الإباحية.
لكن هناك أخبار جيدة جدا بفضل الله ورحمته و هي أن المرونة العصبية التي تكلمنا عنها في مقدمة المقال تعمل في كلا الاتجاهين، و هذا يعني أن الضرر في الدماغ يمكن أن يتراجع و يشفى عندما يحافظ الشخص على نفسه بعيدا عن هذه السلوكيات المحرمة و الغير صحية.
و الآن أخي ما عليك سوى أن تعود إلى الله و تقلع عن الإباحية ليعود إليك دماغك الذي دمرته الإباحية بإذن الله { قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد
فهو سبحانه يهدي إليه من أناب.
جزاكم الله خيرا.

الإباحية تسبب فقدان الشعور وتبلد الحس
وجد الباحثون أن مستخدمي المواد الإباحية يتأقلمون مع ما يشاهدون أي أنهم يعتادون على ذلك لأن استجابة الدماغ للمتعة حدث له نوع من التخدير، وهو ما يؤدي إلى فقدانهم للمشاعر الخاصة بالاستثارة تدريجيًّا وتبلد الحس مع استغراقهم في وحل الإباحية.

عندما تثير الإباحية شخصا، فإن الدماغ يطلق ما يسمى بالدوبامين و هي مادة كيميائية تجعل المدمن يشعر بالمتعة المؤقتة والمزيفة بطبيعة الحال.
يسري الدوبامين من خلال الدماغ ، ويترك وراءه مسارا يتكون بواسطة بروتين معين و يدعى [ iFosB ]، وهو ما يربط الشعور بالمتعة و الإثارة مع النظر إلى المشاهد السيئة.
الدوبامين يقول لك: "هذا شعور جيد "، وهذا البروتين الآخر يقول لك : " دعنا نتذكر كيف لنا أن نعود إلى هنا مرة أخرى عمَّا قريب".
فيقوم البروتين المذكور بالذهاب إلى العمل لبناء مسار في الدماغ ليجعل من السهل على الشخص أن يفعل ذلك مرة أخرى.
عندما تحدث هذه الدورة مع السلوكيات الصحية والطيبة فذلك شيء جيد، ولكن عندما يحدث مع السلوكيات المضرة فهذا يؤدي هذا إلى المتاعب.
المشكلة هي أنه عندما ينظر الشخص باستمرار إلى مشاهد من هذا النوع ، فإن هذا يغمر الدماغ بمستويات عالية من الدوبامين التي لا يستخدمها الدماغ السليم ، و بالتالي فإن الدماغ يتعامل مع هذا الفيض من الدوبامين عبر التخلص من بعض مستقبلات الدوبامين التي تستقبله . و نتيجة لهذا و مع عدد أقل من المستقبلات، لا يمكن للمستخدم ان يشعر بآثار الدوبامين ، و إذا بهذه المشاهد التي كانت تثيره تبدو فجأة مملة. هنا يتم فقدان الشعور وتبلد الحس مع الإباحية.
يعتقد العديد من الباحثين أنه حينما يبدأ دماغ مستخدم الاباحية في تقليص مستقبلات الدوبامين، فإنه لكي يحصل على نفس الإثارة التي كان يشعر بها في البداية ،فإنه يكون بحاجة إلى زيادة أكبر من الدوبامين، مثله مثل مدمن المخدرات الذي يريد زيادة الجرعة للحصول على نفس الأثر السابق و هنا يبدأ منزلق الإنحدار الأخلاقي بزيادة المشاهدة و خاصة الأكثر تطرفًا و انحلالًا و إيذاءًا ، فالمدمن يبحث عن الصدمة، و يشعر بالملل و الضيق و عدم الراحة في ذات الوقت.
علاوة على ذلك مع مرور الوقت يبدأ المدمن في الشعور بالسعادة عند الجمع بين الشهوة والعدوانية. و هذا هو السبب في أن الاباحية مليئة بمواد تعرض النساء و هن يتعرضن للأذى جسديا. كما انها السبب في أن العديد من مدمني الاباحية يجدون أنفسهم ينحدرون لقبول كل فعل كانوا يرفضونه بأخلاقهم قبل ذلك، فتنحدر مستوياتهم الفكرية بصورة غير عادية عند التعامل مع من حولهم وتهتز شخصيتهم.
كما يعمق أيضا إدمان الإباحية تلك الآلية لتعمل ليس فقط من خلال شهواتك، و لكن أيضا كلما واجهت أوضاعا مجهدة "حزن أو قلق" كمثال، فتكون أكثر عرضة للاستسلام لمشاهدة هذه المقاطع، فتصبح أسيرا لها فلا تجد لديك أي طريقة للتعامل مع الضغوط والإجهاد غير اللجوء الى الالهاء المؤقت بالاباحية الزائفة.
إن هذه حلقة تهوى بصاحبها إلى أسفل سافلين، و لهذا السبب ندعوك للتوقف سريعًا حتی لا تزداد تدهورا و سوءا فهذا الأمر السقوط فيه بلا قاع فتظل تهوي ثم تهوي ثم تهوي بلا قرار فمهما بلغ بك الانحدار و التدهور توقف لأن هناك دائما ما هو أسوأ مما انت فيه و أسوا مما تتخيل ( و استعن بالله و لا تعجز ) . وتذكر قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)آل عمران - الآية 135.


الإباحية شوهتني
الإباحية شوهتني
جملة واقعية يعترف بها كل مستخدم للمواد الإباحية (حتى و لو في قرارة نفسه).
إن المدمنين لهذه المواد يجدون أنفسهم مثارين بأشياء تدعو للإشمئزاز فهي ضد عقيدة و أخلاق دين الإسلام . وبمجرد بدء مشاهدة الأفعال أمامهم، يتم الإيحاء لهؤلاء المشاهدين أن هذه السلوكيات هي أكثر من طبيعية و أكثر شيوعا مما هو متخيل، وهكذا يتم إيصال تلك المفاهيم الخاطئة و المشوهة لهم تحت ضغط الشهوة و الإثارة. فهل بعد ذلك التشويه تشويه؟

إن الأمر قد يبدو بسيطا، لكنه في الواقع مثالا لبعض علوم الدماغ المعقدة .
البشر وحتى عدد من الكائنات الأخرى لديها شيء في الدماغ يسمى "مسار المثوبة".
جزء من مهامه هو تشجيعك على الحياة الصحية من خلال مكافأة لك عندما تفعل شيئا إما أن يبقيك على قيد الحياة(على سبيل المثال، تناول الطعام) أو يصنع تجربة جديدة(على سبيل المثال، العلاقة الزوجية المشروعة)، أو عندما تثري حياتك بالتجارب المُرضية والعلاقات المثمرة .
ما هي الطريقة التي يقوم بمكافئتك بها ؟
الطريقة التي يكافئك بها هي عن طريق ضخ المواد الكيميائية، خاصة ما يسمى بـ "الدوبامين"، من خلال الدماغ .
الدوبامين يجعلك تشعر بالسعادة، ولكن آثاره ليست مؤقتة فقط عند استمتاعك بشيء معين و لكنه أيضا يقوم ببناء مسارات جديدة في الدماغ التي تربط معا أجزاء مختلفة من نفس التجربة الممتعة لديك، فبالتالي تتذكر وتتحفز على أن تفعل ذلك مرة أخرى.
وهذا هو السبب في أن هناك أنواع من السلوكيات التي ترتبط باستجابة تسعدنا و تجعلنا مسرورين، ثم تصبح عادات ندور حولها .
عندما يحدث ذلك مع السلوكيات الصحية والسوية والسليمة فإن ذلك يساعدنا على العيش بشكل جيد، ولكن عندما يحدث مع السلوكيات السرية وغير الصحية والضارة فسيكون لها تأثير معاكس.
فعندما يقوم شخص ما بالنظر في المواد الإباحية، في حين يعتقد أنه فقط يتسلى، ساعتها الدماغ يكون مشغولا في بناء مسارات العمل بين كل ما يحدث على الشاشة الخاصة به ومشاعر الإثارة لديه. و هذا الذي حدث شيء صعب، حيث تقوم تلك المواد الإباحية بتغيير دماغ المُستخدِم على مر الزمن، فيقوم الدماغ بربط تلك الأسلاك ببعضها البعض و يحدث التغيير المتعلق بالإثارة فيحدث الإدمان لتلك المواد السيئة . فها هنا الدماغ وُضِع مستثير سلبي أمامه، فقام بعمله على أكمل وجه، لأنه لم يفرق بين ما هو مفيد وضار، فهذه مسئوليتك أنت كإنسان لك عقل وقلب وتستطيع التحكم في جسدك و توجهه.
أثبتت الأبحاث الغربية أن عقول مستخدمي الإباحية سرعان ما تصبح معتادة على الإباحية التي رأوها من قبل، ومن ثم تقوم بالانتقال إلى أشكال أكثر تطرفا وسوءًا، وتزداد نسبة القبول لها، وتقل الصدمة أمامها أو مقاومتها من داخل النفس. ناهيك عن تحقير صورة المرأة وممارسة العنف تجاهها نتيجة لهذه الصورة المشوهة.
إن المشاهد لما هو سيء لديه الاستعداد للبدء في تغيير الأفكار والمواقف التي تربى عليها ويدعمها الدين الإسلامي و الخلق القويم ، بل هو معرض لتغييرات في السلوك وغالبا ما تكون ليست ببعيدة .
الآن تأكدت من خطورة الإباحية وقدرتها على تشويهك؟
لهذا السبب ندعوك للتوقف، وندعوك لتخشع من قوله سبحانه: (وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ( 175 ) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ( 176 ) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚفَمَثَلُهُكَمَثَلِالْكَلْبِإِنتَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚذَّٰلِكَمَثَلُالْقَوْمِالَّذِينَكَذَّبُوابِآيَاتِنَاۚفَاقْصُصِالْقَصَصَلَعَلَّهُمْيَتَفَكَّرُونَ( 177 ) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ)الأعراف 174-177.

الإباحية كوكايين العصر
يقول الدكتور نورمان دويدج في كتابه " الدماغ الذي يغير نفسه":
[المواد الإباحية تعد متعة زائفة وخادعة وتوحي للمدمن أنها تخفف من التوتر الجنسي،و لكنها في الحقيقة تفضي إلى الإدمان، و التعود ، و يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى انخفاض في المتعة المزيفة نفسها، و بالطبع في المتعة الحقيقية الشرعية التي بين الأزواج بدرجة أكبر ] .
منذ فترة طويلة جدا و الأطباء والباحثون يعتقدون أنه من أجل أن يكون هناك إدمان، يجب أن يكون منطويا على مادة خارجية تدخل إلى الجسم مثل السجائر والكحول، أو المخدرات. لكن هذه النظرة تغيرت بعد دراستهم لإدمان الإباحية حيث إن التأثير واحد و الضرر فادح.
إذا ألقينا نظرة خاطفة على الدماغ، و فهمنا كيفية عمل الإدمان، لتبين لنا أن السجائر و الكحول و المخدرات لديهم قواسم مشتركة أكثر مما قد يعتقد البعض.
بالتأكيد فإنهم يختلفون في طريقة تعاطيهم، فالكحول يسكب في كوب، في حين تشعل السجائر بالنار، و لكن في النهاية يدخلوا إلى الجسم ، و جميعهم لهم نفس التأثير على المخ : عن طريق إغراقه بمادة كيميائية تسمى بالدوبامين و هذا ما يسبب الادمان.
و الإباحية تفعل نفس الشيء بالضبط.
في الظاهر لا يبدو أن الكوكايين و الإباحية لديهما الكثير من القواسم المشتركة. حيث يُشترى واحدا منهما في الأزقة بصورة غير طبيعية، بينما الآخر مجاني للتحميل عبر شبكة الإنترنت. واحد عادة يمكن الحصول عليه بتكلفة عالية جدا، في حين أن الآخر تكلفته فقط سعر الاتصال بشبكة الإنترنت عالي السرعة.
فأين هو التشابه بينهما؟
التشابه داخل الدماغ.
أدمغتنا مجهزة بشيء يسمى "مسار المثوبة"، وتتمثل مهمته في تحفيزك على أن تفعل الأشياء التي تبقيك أنت و الجينات الخاصة بك على قيد الحياة مثل تناول الطعام أو ممارسة العلاقة الحميمية الشرعية، و الطريقة التي يكافئك بها هي عن طريق إفراز الدوبامين في الدماغ، لأن الدوبامين يجعلك تشعر بأنك على نحو جيد .
فليس فقط لأن عقلك قد تكيف على تحفيز معين ، شريطة أن تقوم بفعل شيئ معين ،فهذا لا يعني دائما أنه جيد بالنسبة لك.
على سبيل المثال، الدماغ ينتج مستويات أعلى من الدوبامين عندما تتناول كعكة الشوكولاتة أكثر من تلك المفرزة عند تناولك لخبز القمح الكامل. نعم ستشعر بمتعة و لكن هناك احتمالات لإصابتك بأمراض القلب، و زيادة الوزن، و تطور مجموعة من المشاكل الصحية الأخرى.
الإباحية هي في الأساس كالوجبات السريعة الجنسية. عندما يقوم الشخص بالبحث في الإباحية، فإن الدماغ يعتقد أنه يرى فرص تزاوج محتملة، و يبدأ الدماغ بضخ الدوبامين. فعلى عكس العلاقة الحميمية الشرعية و الصحية التي تتراكم مع مرور الوقت مع شخص فعلي و سوي، فإن الإباحية تقدم تيارا لا نهائي من المثيرات الصارخة التي تقوم بإغراق الدماغ بمستويات عالية من الدوبامين في كل مرة ينقر فيها المستخدم على صورة جديدة.
و ضع عقلك في موقف يتسبب عنه الوصول الزائد من المواد الكيميائية ليزيد الشعور بالسعادة قد يبدو مثل فكرة جيدة في البداية، و لكن كما هو الحال مع الوجبات السريعة، ما يبدو و كأنه شيء جيد هو في هذه الحالة ليس كذلك على الإطلاق.
فعند استخدام المواد الاباحية تنهمر على الدماغ فيضانات من المواد الكيميائية العالية ، و يبدأ الدماغ بالرد . مع مرور الوقت، سيخفض الدماغ من مستقبلات الدوبامين و هي المواقع الصغيرة التي تستقبل الدوبامين بمجرد إفرازها في الدماغ.
ونتيجة لذلك، فإن الإباحية مع مرور الوقت و تكرار المشاهدة غالبا ما يتوقف وجود نفس التأثير، و لهذا يقوم المستخدم بالنظر في المزيد من الإباحية أو العثور على نسخ أكثر إثارة للحصول على نفس الآثار .
كلما بحثت في الإباحية ، أدى ذلك إلى صنع مسارات جديدة في المخ مما يؤدي إلى جعل استخدامها أسهل وأسهل للمستخدم لتتحول في نهاية المطاف إلى سلوك سواء كان يريد فعل ذلك أو لا .
بالنسبة للمراهقين، فإن المخاطر مرتفعة بشكل خاص، حيث إن " مسار المثوبة "في أدمغة المراهقين لديها استجابة مرتين إلى أربع مرات أكثر قوة من أدمغة الكبار، لأن العقول في سن المراهقة تطلق مستويات أعلى من الدوبامين ما يجعلهم عرضة أكبر للإدمان .
إننا ندعو كل مدمن لهذا النوع من المخدرات، مخدرات العصر الحالي، أن يستيقظ على حقيقه أنه مدمن و أن عقله يتصرف كعقل المدمن. وندعوه ليتذكر هذا الابتلاء وواجبه فيه: (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا( 3 ) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)الإنسان- الآيات 2-3.

آثار الإباحية على العلاقات

الإباحية أضعفتني كزوج
الاباحية تعد عالما افتراضيا مزيفًا مليئا بالجنس، و لكن ما لا يذكره المقدمون لهذه المشاهد السيئة هو أنه كلما ذهب مشاهدها بعيدا فيها وعالمها الخيالي ابتعد عن العالم الواقعي بنفس القدر أي في عكس الاتجاه تماما، و تأذَّت روحه و مشاعره و أفكاره و علاقاته و حياته ككل.
إن مشاهدة الاباحية غالبا ما تؤدي إلى ممارسة أقل للعلاقة الزوجية المشروعة، ويقل مستوى الإشباع والإرضاء الناتج عنها،بل وبالنسبة لكثير من المستخدمين، ففي نهاية المطاف تعني الإباحية بالنسبة لهم العزوف بالكلية عن العلاقة الزوجية المشروعة.
ففي واحدة من أكثر الدراسات شمولا على استخدام الاباحية و التي لم يُجرى مثلها في أي وقت مضى، وجد الباحثون أنه بعد التعرض لهذه المواد الهابطة، كان كل من الرجال والنساء أقل سعادة في علاقتهم بشريك حياتهم، و أقل ميلًا للعلاقة الزوجية المشروعة و أسوأ فيها.
كما أظهرت أن التعرض للإباحية و لو لمرة واحدة فقط كفيل بأن يجعل الناس يشعرون بقدر أقل من الحب لأزواجهم. لماذا؟
لأنه عندما يشاهد الشخص هذه المواد السيئة، يجري إعادة رسم خرائط الطريق الجنسي في الدماغ. فعندما يكون الشخص لديه تجربة من هذا النوع ويشعر حينها بشعور جيد، فإن الدماغ يكون خريطة لحثه على العودة إلى هناك مرة أخرى . وبما أن أدمغتنا تفضل الجديد و الحديث ، و خرائط الدماغ هذه هي التي تؤدي إلى شيئ جديد ومثير مع جرعة إضافية من المواد الكيميائية في الدماغ، فإنها تجعلنا نشعر بشعور جيد مع تعزيز و تقوية تلك المسارات في الدماغ.
خرائط الدماغ لدينا إما أن تُستخدم أو تُفقد، تماما مثل طريق المشي لمسافات طويلة، فسوف تبدأ الخرائط في النمو على المدى الطويل عند المشي عليها. أما إذا لم يحصل مشى عليها فلن تظهر تلك المسارات و ستختفي مسارات الدماغ التي لا يكون هناك مرور من خلالها وتصبح أضعف.
فعندما يبدأ الشخص في البحث في الاباحية، يبدأ في إنشاء وتعزيز مسارات في المخ ثم يربط الشعور المزيف بالسعادة الوقتية الذي يشعر به مع الصور الاباحية. وفي الوقت نفسه فإن هذه المسارات لا تربط الإثارة مع أشياء طبيعية مثل الرؤية و اللمس بين الأزواج، فيجد المستخدمون انفسهم في النهاية لا يثارون بشيء سوى هذه المواد السيئة وفقط لأن مساراتهم العقلية تشكَّلت عليها.
و بالنسبة للمراهقين، فإن هذا الأمر يحصل بدرجة أكثر سوءًا. فعدد منهم - من غير الملتزمين إسلاميًّا ومن التابعين لأصدقاء السوء - قد يطلع على المشاهد الإباحية قبل الزواج، و تبدأ هذه المشاهد تبدأ في تعليمهم عادات مليئة بالعنف والتسلط والخيانة وسوء المعاملة.
و بما أن معظم الناس ليسوا متحمسين جدا حول فكرة أن تكون لهم علاقة مسيئة مع آخرين، فإن المراهقين يكافحون من أجل التواصل مع شركاء حقيقيين، وهذه سقطة أخرى في هذا الطريق. فتراهم يشرعون في إقامة علاقات سيئة محرمة، وذلك لأنهم لا يعرفون كيف يتم التواصل مع الآخر سوى من خلال ما تعلموه عبر الشاشة الفاسدة. وكما قال عالم الأحياء غاري ويلسون، "إن مشاهدة الإباحية هو أكثر من مجرد تدريب على رياضة خاطئة، فهو محو و تبديد لقدرة هؤلاء الرجال على ممارسة الرياضة التي كانوا يريدون حقا تعلمها (أي العلاقة الزوجية المشروعة)".
إن المعتقدات و المشاعر ليست هي الشيء الوحيد الذي يتغير بسبب ذلك، فعدد من المستخدمين الذكور لهذا المواد سيصبح واضحا لهم تمام الوضوح أن لديهم مشكلة عندما يدركون أنهم لم يعودوا قادرين على العلاقة الزوجية المشروعة على الإطلاق من الناحية الجسدية.
قبل ثلاثين عاما، عندما كان يشكو رجل من ضعف الانتصاب ، كان هذا يحدث تقريبا لكبار السن فقط ، عادة من بداية الأربعين ، بسبب أن جسده يكبر وأن الأوعية الدموية لديه تبدأ في الانسداد ، مما يجعل من الصعب الحفاظ على الانتصاب. ضعف الانتصاب المزمن كان من النادر سماعه عن شخص أقل من سن الـ 35 تقريبا . لكن كانت تلك الأيام قبل ظهور هذا المستوى من الإنحلال وانتشاره، أما اليوم فالعديد من صغار السن يشكون من نفس المشاكل، و هذه المشكلة في الدماغ وهي ليست عضوية.
إن الانتصاب يعمل بواسطة المواد الكيميائية في مركز المكافأة في الدماغ، وهذه المكافأة يتم إصدارها عندما يرى الرجل أو يسمع أو يشم شيئًا أو يشعر بشيء يشغله و يثيره.المشكلة بالنسبة لمستخدمي الاباحية هي أن الاباحية خطفت مركز المكافأة لديهم في أدمغدتهم عبر الحصول على كمية زائدة من هذه المواد الكيميائية فوق الطبيعي. و نتيجة لذلك، يستجيب الدماغ للمستخدم عن طريق خفض كمية المواد الكيميائية الخاصة بالمكافأة والمنتجة من قِبله، و يتوقف عن الاستجابة لهذه المواد الكيميائية. مثال ذلك عندما تكون واقفا بجانب جهاز إنذار الحريق الذي يرن، حيث يحدث الكثير من الضوضاء حتى أنك تغطي أذنيك من جراء هذه الضوضاء. هذا هو ما تفعله أدمغة مستخدمي الإباحية عندما تكون مستويات المواد الكيميائية مرتفعة جدا، فإنها تحاربها من خلال منع الاستجابة.
وعلاوة على ذلك،فإن المستخدمين للإباحية يشغلون أدمغتهم بالإثارة الوهمية أثناء الجلوس وحيدين في غرفة يبحثون في الصور الافتراضية، بدلا من ربطها بالزوج أو الزوجة في علاقة مشروعة.
نظرا للاستجابة الجنسية المنخفضة و تغيير مسارات المخ، فإن العديد من مستخدمي الاباحية يصبحون مدمنين عليها من أجل بدء أية ممارسة جسدية مع شريك حياتهم، ومع الوقت تصبح هذه المشاهد نفسها غير ذات جدوى، ولا يعود للعلاقة المشروعة تأثير كذلك، فيتدمر الشخص بسبب دماغه بصورة شديدة نتيجة لإدمانه.
لكن ما إن تقلع عن الاباحية بإذن الله و تتقي الله و تتعافى من هذا الإدمان، يعود الدماغ إلى طبيعته و تعود المسارات إلى طبيعتها و تصير حياتك طبيعية و القدرة على ممارسة العلاقة الزوجية سوية وطبيعية.
اللهم اهدنا و اهد بنا و اجعلنا هداة مهتدين و اشف جميع المسلمين المبتلين من هذا الداء آمين، الله وقولك الحق: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙكَفَّرَعَنْهُمْسَيِّئَاتِهِمْوَأَصْلَحَبَالَهُمْ)محمد - الآية 2

الإباحية جعلتني وحيدا!
إن صناعة الإباحية لديها طريقة خادعة تقوم فيها بتوفير راحة مزيفة ومخدرة للمستخدمين من القلق، والاكتئاب، والشعور بالوحدة (لدقائق معدودة أو ساعات قلائل)، ثم في المقابل تجعل نفس هذه المشاكل أسوأ بكثير على المدى الطويل ومباشرة بعد انتهاء الأثر المخدر لها.
هذا يخدم منتجي هذه المواد السيئة، فحينما يزداد قلق و إرهاق المشاهدين، فإن العزلة تنمو و تسبب المزيد من العودة الى الوراء حيث الاباحية مرة أخرى. فتكون النتيجة النهائية للمدمن هي خسارة في الدنيا والآخرة كما تعلمون بالطبع .
"في أي وقت يقوم فيه الشخص بانفاق الوقت مع دورة استخدام المواد الإباحية، فإنه لا يمكن إلا أن يكون هذا مُحبِط و مُهين و يسبب نوع من كراهية الذات"، كما يقول الدكتور غاري بروكس، و هو طبيب نفساني غربي عمل مع مدمني الاباحية خلال الـ 30 سنة الماضية .
فكلما زاد الشخص من استهلاك الإباحية زاد مخه من ربط الإثارة بخيال مزيف، و كلما بات من الصعب له أن يقيم علاقة حقيقية مع شخص حقيقي عندما يتزوج. نتيجة لذلك، فإن العديد من المتزوجين يبدأون في الشعور بشيء خاطئ عندهم. إنهم لا يعرفون كيف لهم أن يتأثروا بشخص حقيقي، ناهيك عن تكوين علاقة شخصية عميقة مع أحد.
تقول إحدى الباحثات حول العلاقات الإنسانية تعليقًا على الأثر المدمر للإباحية: "عندما كنت أسأل عن الشعور بالوحدة، فإن صمتا عميقا حزينا ينزل على الشباب والشابات على حد سواء، إنهم يعرفون أنهم وحيدون و هذه [الاباحية] هي جزء كبير من هذا الشعور بالوحدة". إنها تشير إلى العزلة المدمرة للشخصية، والعزلة ميل يفرضه إدمان المعصية و العادات السيئة مثل تلك المشار إليها.
وقد وجدت الدراسات أنه عندما ينخرط الناس في نمط مستمر من "الإخفاء الذاتي" - أي عندما يفعلون أشياء مخزية ويحتفظون بها سرا بعيدا عن أصدقائهم وأفراد أسرهم - فإن هذا يضر ليس فقط بعلاقاتهم و لكن أيضا يجعلهم أكثر عرضة لمشاكل نفسية حادة لكل من الذكور والإناث من مستخدمي الاباحية، و غالبا ما يترافق ذلك عادة مع مشاكل متمثلة في القلق، و مشاكل متعلقة بمسألة شكل الجسم وضعف الصورة الذاتية، ومشاكل العلاقات و انعدام الأمن، والاكتئاب.
الاباحية تقدم الصورة الكاذبة أن البشر لا يساوون شيئا أكثر من مجرد مجموع أجزاء من الجسم ومقدار المتعة التي يمكن أن يقدمونها من خلال هذا الجسد. هذه التصورات غالبا ما تبدأ في الزحف إلى المدمنين عليها و تؤثر على كيفية رؤيتهم لأنفسهم و لغيرهم من الناس في الحياة الحقيقية، و هذا يجعل من الصعب عليهم تطوير العلاقات الحقيقية.
يقول بروكس: "في غالب الأوقات فإن الاباحية تصنع الحاجز الذي يسمم العلاقات الطبيعية".

عافانا الله و إياكم من كل سوء، قال تعالى : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖوَكَثِيرٌمِّنْهُمْفَاسِقُونَ) الحديد - الآية 16


الإباحية تقتل الحب
الحب الحقيقي يعني أناسا حقيقيين في علاقة شرعية حقيقة هي علاقة الزواج .
الاباحية تجعل العلاقات الحقيقية أكثر صعوبة وأقل إرضاء .
الاباحية يمكن أن تجعلك تسخر من الحب الحقيقي.
المواد الإباحية تدعي أنها تبيع الحب و أنها مثل الحب- كما يقولون- ولكنها أسهل. لكن بالطبع الإباحية لا تفعل ذلك.
و كما ترى في واقع الحياة فإن الحب الحقيقي يحتاج إلى شخص حقيقي. هذا الشخص الحقيقي لديه أفكار و مواهب. هذا الشخص مستمع جيد ودائما يأخذ من وقته لسماع مشاعرك و أحاسيسك . قكل شخص هو عبارة عن مزيج فريد من نوعه،هذا المزيج الرائع هو الذي يجعلك تقع في حبه .
لكن هناك حقيقة و هي أن الحب الحقيقي يتطلب الجهد و الاستثمار.
في الحياة الحقيقية هناك فرصة لأن يكون شريك حياتك قد واجه يوما ما أحداثا صعبة فلم يكن لديه الوقت ليفعل بالضبط ما تريد ، أحيانًا يكون لديه احتياجاته الخاصة التي تحتاج إلى النظر فيها و تقديرها و العمل على حلها و مشاركته إياها .
و بالطبع فإن المواد الإباحية لا توفر أيا من تلك التجارب الثرية، لكنها توفر الكذب بعينه، فمن يظهرون في المشاهد يحملون الابتسامة الباهتة دومًا. ويبدو أن لا أحد لديه أي احتياجات خاصة به ، لا آراء، أو مشاعر أو أحاسيس.
لا يبدو مشابهًا بالطبع لواقع الحياة أو الحب الحقيقي بين الأزواج؟ أليس كذلك؟
و الشيء المهم هنا هو أن الأمر لا يتعلق فقط بكون الإباحية درب من دروب الخيال، و لكنها أيضا تجعل من الصعب على المستخدمين تكوين علاقات حقيقية.
لماذا؟
لأنها مثلها مثل العديد من الصناعات الأخرى التي ينفق عليها مليارات الدولارات، هذه المواد الهابطة تغذي المشاهدين بأشياء غير واقعية من أجل الحفاظ على اجتذابهم.
المشكلة في أن هذه المشاهد المزيفة كلما أدمنها الشخص أكثر بدت له علاقته بشريك حياته غير مثيرة بما فيه الكفاية، مما يجعله يرجع مرة أخرى لها، فهي دورة مفرغة تنحدر بالمرء سريعا في نفق عميق مظلم مخيف بكل معاني الكلمة. مع استمرار المشاهدة يتم تلقينهم أفكارا و معتقدات خاطئة عما من المقترح أن تكون طبيعة العلاقة الزوجية ! الإباحية تحقر من شأن المرأة بكافة الطرق، ويتم تصويرها كأداة يتم استغلالها لمصلحة الرجل وفقط، لذا فإنه ليس من المستغرب على المدمنين من الرجال أن يبدأوا في رؤية النساء بهذه الطريقة كذلك.
ففي دراسة عن آثار الاباحية تمت في الغرب، سئل المشاركون عن رأيهم في المرأة؛ أظهرت النتائج أن المدمنين لهذه المشاهد كانوا يفضلون أن تكون المرأة خانعة وتابعة للرجل بلا هوية أو شخصية تُحترم أو تُراعى.هذا بالطبع خلاف ما يجب أن تكون عليه العلاقة الزوجية بين الطرفين، فهي يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل.
كما وجدت الأبحاث أن الرجال الذين يتعرضون إلى المواد الإباحية، يقيمون أنفسهم على أنهم أقل في الحب مع زوجاتهن من الرجال الملتزمين.
مع مرور الوقت، أولئك الذين يستمرون في استخدام الاباحية في كثير من الأحيان قد يفقدون الاهتمام بالعثور على الحب تماما. و يرتبط الاستخدام المتكرر للإباحية مع الشعور بالسخرية من الحب بشكل عام، و أقل ثقة في العواطف.
العديد من زوجات مستخدمين الاباحية ينتهي بهم الحال إلى القلق و الشعور و كأنه لا يمكن أبدا أن ترقى بهم العلاقة الزوجية إلى علاقة محبة و ألفة و رحمة بينهما.
الإباحية تؤثر سلبا على قدرة الشخص على أن يكون شخصا حقيقيا ، غير أناني، و يعرف معنى الحب الحقيقي، و هذا غالبا ما يعني أنه في نهاية المطاف سيصير أحد الممسوخين على شكل بشر من القابعين أمام شاشات الكمبيوتر بلا إرادة أو هوية أو دراية بواقعهم و أسرهم و زوجاتهم، فبيوتهم تتهاوى و تتفكك بل و تنهار، و هو في سكرته لا يدري إلا حينما يخر السقف عليه أو لربما عمره يضيع بلا زوجة أو أولاد فتجده قد حرم نفسه النعيم الحقيقي من أجل لذة متوهمة يتعذب بها في كل لحظة .
دعونا نتامل آية عظيمة في كتاب الله
يقول تبارك وتعالى (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
يقول د عبد الدائم الكحيل : هذه الآية تخفي وراءها أسراراً علمية كثيرة ينبغي علينا كمؤمنين ألا نمر عليها مرور الكرام، بل أن نتوقف ونتأمل ونتدبر حتى نزداد إيماناً وتسليماً لله عز وجل كما قال تعالى: (وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
كيف يحدث السكون بين الزوج والزوجة؟
يؤكد الباحثون في مجال علم النفس على أهمية أن يكون للرجل زوجة، ويقولون إن وجود زوجة بقربه دائماً سوف تخفف التوتر النفسي بشكل كبير وتخفف القلق والإحباط. وفي دراسة حديثة وجدوا أن الرجل عندما يسافر وبخاصة سفراً متكرراً من أجل العمل أو التجارة أو الدراسة، فإن احتمال أن يُصاب بأمراض القلب تنخفض جداً عندما يكون بصحبة زوجته!
وجدوا أيضاً أن الرجل المتزوج أكثر قدرة على التركيز والإبداع، أما المرأة المتزوجة فقد وجدوا أنها أكثر قدرة على العطاء من المرأة غير المتزوجة، وفي ظل العنف المنزلي الذي نراه اليوم في الدول المتقدمة، فإن العلماء يؤكدون أن معظم هذا العنف ناتج عن مخالفة الزواج الطبيعي، واللجوء إلى الزواج غير الشرعي، حيث تجد رجلاً وامرأة يعيشان معاً دون أي عقد زواج، وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار.
تؤكد دراسة حديثة أجراها علماء جامعة كانساس (نوفمبر 2006) أن العالم المتزوج أكثر قدرة على الإبداع والإنتاج العلمي من العالِم الأعزب، ولكن الدراسة تؤكد على أن الإنتاج العلمي ينخفض لدى النساء المتزوجات بسبب انشغالهن بشؤون المنزل وتربية الأطفال ومسؤولية الزوج.
ومن هنا ندرك أن عطاء المرأة المتزوجةينصب باتجاه أطفالها وبيتها وزوجها، وهذا من نعمة الله تعالى على الزوجين ليعيشا في راحة تامة. ووجد العلماء أيضاً أن الشخص الذي يعزف عن الزواج ويعيش وحيداً يكون معرضاً بنسبة أكبر إلى أمراض التوتر النفسي والنوبات القلبية!
التأثير المذهل للكلام الطيب!
الكلمة الطيبة صدقة! هكذا أخبرنا النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام، هذا إذا كانت الكلمة الطيبة لشخص غريب فكيف إذا كانت لزوجة أو زوج، كم سيكون أجرها وثوابها عند الله تعالى؟! ويؤكد الباحثون اليوم أن الكلام المليء بالحنان والعاطفة والرفق له تأثير مذهل على كل من الزوجين، ويخفف إلى حد كبير من المشاكل بينهما.
لقد نشر منذ أيام خبر اعتبره الأطباء بمثابة طفرة في عالم الطب، فقد أصيبت امرأة بمرض فقدت معه الوعي ودخلت في حالة غيبوبة، واستمرت على هذه الحال عدة أشهر، ولكن زوجها كان يجلس كل يوم بجانبها وهو يكلمها كلاماً لطيفاً ويؤكد لها بأنه يحبها ويحرص عليها، ومع أن الأطباء سخروا منه إلا أن هذا الزوج أكد لهم أن الكلام الطيب له تأثير مذهل.
العجيب أن الزوجة الغائبة عن الوعي استعادت وعيها بشكل مفاجئ!! ووقف الأطباء مندهشين أمام هذه الحالة الفريدة التي كانوا يتوقعون لها أن تبقى هكذا عدة سنوات، ولكن الكلام له تأثيره المذهل الذي تعجز عنه وسائل الطب.
من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يكثر من الكلام الطيب مع زوجاته، لدرجة أن آخر وصية أوصى بها بل وختم بها وصاياه كانت من أجل أن نستوصي بالنساء خيراً، فهل هناك أعظم من هذا النبي الكريم؟ ليت علماء الغرب يعرفون هذه الحقيقة! إنهم يصرفون اليوم بلايين الدولارات لعلاج العنف المنزلي والاعتداء واللواط ولكن دون فائدة، لذلك يا أحبتي هل علمتم لماذا اهتم النبي الكريم بمسألة النساء وأعطاها اهتماماً بالغاً؟ لنقرأ معاً الفقرة التالية لندرك خطورة الابتعاد عن وصية النبي وبلغة الأرقام.
ماذا يحدث لو خالف الأزواج فطرة الله؟
إن الله تعالى قد أودع بين الزوجين شعوراً متبادلاً يؤدي إلى سكون الزوج إلى زوجته، وسكونها إليه أيضاً، وبالتالي تزداد بينهما المودة والرحمة، ولكن هناك من الأزواج من يبتعد عن طريق الله تعالى ويعصي أوامره، ولا يقدر هذه النعمة من الله تعالى، فما هي النتيجة، لنتأمل هذه الإحصائيات في بلاد الغرب حيث نسبة الإلحاد أكبر ما يمكن:
تقول الإحصائيات الرسمية في الولايات المتحدة الأمريكية إنه في كل ربع دقيقة هناك حادثة عنف منزلي تقع في مكان ما، هذا فقط في أمريكا! وتقول الإحصائيات إن ثلاثة أرباع الضحايا هم من النساء!
في دراسة أوربية أجريت عام 1992 تبين أن 25 % من نساء أوربا تعرضت لحادثة عنف منزلي في حياتها لمرة واحدة على الأقل (Council of Europe 1992).
في عام 1998 رصدت الإحصائيات أكثر من مليون ونصف حادثة عنف في أمريكا منها 1830 حالة انتهت بالقتل (طبعاً هذا في عام واحد وفي بلد واحد فتأمل كم عدد الحالات في عشر سنوات وفي دول متعددة!!)، والعجيب أننا نرى الكثير من العيادات النفسية والمراكز والجمعيات والمواقع على الإنترنت قد خُصصت لعلاج آثار العنف بين الأزواج، ولكن للأسف الأرقام في ازدياد.
وقد أخذنا الإحصائيات الحديثة التالية من أحد المواقع الخاصة بنساء الولايات المتحدة الأمريكية فقط:
- في كل 9 ثانية هناك امرأة يُعتدى عليها جسدياً من قبل زوجها!
- 7 % من نساء أمريكا تم الاعتداء عليهن جسدياً، و 37 % تم الاعتداء عليهن عاطفياً بالكلام البذيء والشتم.
- نسبة النساء الحوامل اللاتي تم الاعتداء عليهن تصل إلى 26 بالمئة.
وتؤكد الإحصائية أن نسبة كبيرة جداً من العنف وجرائم القتل ضد النساء تأتي من قبل الأزواج غير الشرعيين!! فانظروا معي إلى عاقبة من يبتعد عن سنَّة الله تعالى ويسلك طريقاً تخالف الفطرة الإلهية، يقول تعالى: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].
أحبتي في الله! إن معظم هذه الحالات ناتج عن عدم الإيمان بالله واليوم الآخر، يؤكد علماء النفس أن أجمل إحساس لدى المرأة أن تحس بقيمتها عند الرجل، وتحس بأنها شيء كبير في نظره، وهذا يساعد على استقرار الحالة النفسية للمرأة بشكل كبير، ومن هنا ندرك عظمة الوصية النبوية الرائعة: (استوصوا بالنساء خيراً)!!

خدع الإباحية
الإباحية ليست سوى زيف و تخدير سينمائي و تجارة .
الإباحية تفوت عليك أفضل أجزاء من العلاقات الزوجية الحميمية .
الإباحية مثل الوجبات السريعة المضرة.
في الاباحية، كل شيء وهم في وهم. إن مستخدمي الاباحية مهووسين بمطاردة شيء غير حقيقي يفوت عليهم العلاقات الفعلية المشروعة.
فبسبب جراحي التجميل الذين يغيرون خلق الله سبحانه، وبعض المساعدة من المؤثرات البصرية، فإن النساء في هذه الأفلام الهابطة لا تقدم أي شيء قريب إلى الصورة الواقعية أو الناس العادية. نتيجة لذلك، فإن الناس الذين يدمنون هذه المشاهدات لأمثال هؤلاء، هم أكثر عرضة من غيرهم ليشعروا بالسخط لأنهم يبدون سيئيين بالنسبة لما يرونه في المشاهد، كما أنهم يسخطون شركاء حياتهم لأنهم لا يقارنوا بتلك الصور المزيفة.
الإباحية احتيال كبير لأن الشخص قيمته في المشهد تساوي مجموع أعضاء جسدية ، و الممارسة نفسها تكون مشوهة تماما كذلك، فما يستغرق أيًّامًا من المعاناة و الذل و الهوان يتم عرضه على أنه دقائق من السعادة الغامرة على الرغم من كمية العنف والضرب الذي تحتويه تلك المشاهد !!
دعنا نقول، على سبيل المثال، إذا كنت قد مشيت ميلا واحدا في يوم حار، و أتيت لداخل البيت و وجدت هناك كأسين من الماء على طاولة المطبخ . واحد هو الماء العادي من الصنبور ، و الآخر هو المياه المالحة. كلاهما قد يبدو واحدا فكلاهما مياه . لكن في حين أن كوبا واحدا سيشبع جسمك بالماء ، فإن الآخر سوف يزيدك جفافا أكثر من ذي قبل. على مر الزمن، فإن المياه العادية سوف تبقيك على قيد الحياة، أما شرب المياه المالحة فقط سيقوم بقتلك. إنه نفس الشيء مع العلاقات الشرعية والمشاهدات الغير شرعية.
لماذا؟
لأنه في العلاقات الحقيقية الزوجية يتم بناء علاقات صحية قائمة على الصدق و الاحترام و الحب. لكن في الاباحية تستند العلاقات على الهيمنة و الازدراء و سوء المعاملة و العنف.
كلما توغل الشخص أكثر في تجربة الإباحية و أفكارها، كان صعبا عليه أن يكون له علاقة حب حقيقية مع شركاء حياتهم. حقا الإباحية تقتل الحب أو حتى الحياة الحميمية الحقيقية مع شريك الحياة .
لنذكر دومًا قول الله:
( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا ) .
يَقُولُ تَعَالَى نَاهِيًا عِبَادَهُ عَنِ الزِّنَا وَعَنْ مُقَارَبَتِهِ وَهُوَ مُخَالَطَةُ أَسْبَابِهِ وَدَوَاعِيهِ ( وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً ) أَيْ ذَنْبًا عَظِيمًا
( وَسَاءَ سَبِيلًا ) أَيْ وَبِئْسَ طَرِيقًا وَمَسْلَكًا .

زوجي مدمن إباحية فماذا أفعل؟
معظمنا يريد أن يعتقد أنه يعرف شريك حياته جيدا بما يكفي لمعرفة متى يكون هناك شيء خاطئ .
عندما نكتشف لأول وهلة أن أزواجنا يعانون من إدمان مشاهدة الإباحية فنحن حينها نكون مندهشين حقا، وكثير منا يبدأ في تذكر إشارات خفية أو علامات تحذيرية نكون قد لاحظناها على طول الطريق لكننا ربما وقتها لم نعرها اهتماما. نعم إنه يمكن أن يكون هذا مقززا، والشعور به مؤلم ألما رهيبا .
إن الطريق الأمثل الذي يمكن أن يمنعك من الوقوع في مثل هذا الشعور في المستقبل هو أن تتعلمي ليس فقط تجنب صرف النظر عن هذه الإشارات و العلامات التحذيرية لكن عليك أن تشاهديها و بنشاط . قومي بتدوين الأشياء التي لاحظتيها و أشعرتك بالألم حينما علمت بخيانة زوجك و تذكري جيدا كيف كان رد فعلك معها و تذكري أيضا كيف كان رد فعله هو حينما ذكرتيها له .
شريك حياتك قد يستجيب لشكوكك بالرفض، ويتهمك بجنون الغيرة، أو غير ذلك و لا يتفاعل بالطريقة التي كنت تشعرين بحاجة لها للرد على المخاوف الخاصة بك. أحيانا هذا الرفض يمكن أن يبدو مطمئنا و مصدقا ؛ خاصة عندما يعطيك شريك حياتك ابتسامة مطمئنة ويخبرك أنه بطبيعة الحال كل شيء على ما يرام، و بأنه لم تكن هناك أي مشاعر غير صحية في الآونة الأخيرة. خاصة إذا كانت الأمور تسير على نحو أفضل في العلاقة بينكما ، زوجك قد يستشهد بهذا كدليل على ان كل شيء يسير بشكل جيد.
عندما تزداد مخاوفك أو شكوكك حول احتمال الانتكاسة ، او إذا كان زوجك يكذب حول سلوكه ، أو يستجيب استجابة مصحوبة بالغضب والاتهامات، فمن المهم بالنسبة لك أن تكون على علم بأن هذه التفاعلات عادة ما تحدث لعدة أسباب.
شريك حياتك " مدمن " و بغض النظر عن الطبيعة المحددة للإدمان، فإن المدمنين بشكل عام يميلون إلى محاولة حماية ما و قعوا فيه من مأزق وحماية أنفسهم من غضب من حولهم. هذا يعني أنه عندما تواجهينه مواجهة بناءة فإنه قد يكذب حول سلوكه لتجنب الإمساك به و تثبيت التهمة عليه ،فقد يحاول صرف الانتباه عنه بإلقاء اللوم على الطرف الآخر ("أنت دفعتيني لذلك!")، مما يجعل هناك اتهامات مضادة و يستمر في اللوم ("أنت تتجسسين علي و "أنت لا تثقي بي!")، أو اختراع أخطاء أخرى ("أنت مدبرة منزل فظيعة !" أو "لقد زاد وزنك !") و هكذا.
شريك حياتك مصاب حقا و محبط ، و التعافي من أي إدمان هو عملية صعبة بصورة عامة و عاطفيا بصفة خاصة . كلا منكم ربما ترغبون في إصلاح علاقتكما و بسرعة أكبر وبسهولة أكثر، وأحيانا على حد سواء سوف تكوني محبطة مع إبطاء عملية المصالحة وإعادة البناء. تماما كما لديك الحق في التعبير عن شعورك بالإحباط إزاء بطء التقدم في تعافي زوجك بالإضافة إلى أفعاله ، فشريك حياتك لديه الحق في كونه يشعر بالاحباط تجاه صعوبة وضعكما المشترك لأنه بالتاكيد يشعر بالألم فيعبر عن ذلك بالغضب .
قد يكون هناك لحظات أثناء عملية التعافي يبدو أن كل شيء فيها يسير جيدا و على ما يرام ، فشريك حياتك يقظ، حنون، و متفائل . علاقتك بدأت في العودة إلى المسار الصحيح. و قمت باستعادة الحميمية بينكما . لعلكي تتذكري كيف كان اكتشاف خيانة شريك حياتك مؤلما ، و قد كنت ترغبين في تجنب ذلك حتى و لو كان ذلك يعني أن تتغافلي عن بعض الأشياء. فهذا قد يعطيك السلام قليلا في المدى القصير، لكن على المدى الطويل سيكون من الخطأ بمكان . و من المهم أن تكوني على بينة بأنشطة شريك حياتك بما في ذلك الانتكاسات المحتملة فكوني حذرة بشكل كافٍ .
هذا الإدمان غير صحي لشريك حياتك أيضا. نعم لا يمكنك تحمل مسؤولية أفعاله، و لكن يمكنك المساعدة في توفير مصدر المحبة والمساءلة الوجدانية. فمن أجل مساعدة زوجك عن طريق توفير تلك المساءلة له ، عليك أن تكوني على علم بها. و اعلمي أن من خلال عدم توفير تلك المساءلة، سوف تسمحين لشريك حياتك بمواصلة إيذاء نفسه . و سوف تعززين أيضا فكرة أنه من الممكن أن "تفلت" هذه السلوكيات المدمرة و تصبح خارج السيطرة إن لم تقفي بجواره .
لديك الحق في حماية نفسك. سلوك شريك حياتك الإدماني يمكن أن يضعك في خطر من نواح كثيرة. على المستوى العملي المحض، يمكن أن يؤدي الإدمان على المشاهد السيئة إلى إهمالك كلية و كذلك ممارسة أنشطة معينة كالزنا من جانب زوجك قد تنهي الزواج؛ والمواد الإباحية يمكن أن يتسبب عنها ديون ضخمة بسبب إهمال الزوج لعمله ما قد يتسبب لكم بالمتاعب، ويمكن للرجل ارتكاب أخطاء تؤثر على سمعة العائلة.
إذا كنت تعتقدين أن هناك شيئا خاطئا في سلوك زوجك، عليك الاستماع إلى هذا الشعور و لا تتجاهلينه حتى تمنعيه من الانتكاس و الانحدار مرة اخرى. سانديه .
من المهم طرح الموضوع مع شريك حياتك بطريقة هادئة وبناءة. فإنه لا يزال محبا لك فأنت شريكة حياته، إنك قد لا تحصلي على رد فعل كما كنت تأملين ، ولكن ستكونين قد مهدت الطريق للتقدم.
اجعلي زوجك مسؤولا عن أفعاله، وقومي بحماية نفسك من الاضطراب العاطفي الذي يأتي من السماح للأشياء بالانحدار حتى مستوى لم يعد من الممكن تجاهله.
إذا كان لديك صعوبة في فعل هذا لشريك حياتك، اطلبي المساعدة من مستشار أو غيره من شخص موثوق به حكيم . يقول سبحانه: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗإِنَّاللَّهَكَانَعَلِيمًاخَبِيرًا)النساء- الآية 35.

هل من الممكن عودة العلاقة الزوجية إلى طبيعتها أثناء التعافي من الإباحية ؟
كيف يستعيد الزوج علاقته بزوجته أثناء فترة العلاج من إدمان الإباحية؟
قد يفهم من العنوان أنني أوجه كلامي في هذا المقال إلى صاحب المرض أي من أدمن الإباحية وفقط ، لا ، إن حديثي في هذا المقال موجه إلى الطرفين الزوج و الزوجة على حد سواء فهما عماد الأسرة و عليهما أن يتعاونا لمنع انهيارها و تفككها و ضياعها فبالتأكيد كلاهما حريص على هذا فلكل دوره ، فزوجة من ابتلي بهذا البلاء بالطبع لها دور كبير في هذا .
أخي يا من وقعت في هذا الشَرَك شَرَك الإباحية عليك أن تعمل على عودة العلاقة الزوجية الحميمية إلى طبيعتها أثناء تعافيك من إدمانك للإباحية هذا شيء مهم للغاية
و لكن هل هذا ممكن و نحن في طريقنا لمعالجة إدمان الإباحية ؟
هذا ما نحن ذاهبون للنظر فيه من خلال هذه المقالة .
هناك مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من الزيجات اليوم ألا و هي مشاهدة المواد الإباحية.
ربما لم تشاهد من قبل المواد الإباحية، و إذا كان الأمر كذلك، فهذا رائع.
ولكن ما زلت أشجعكم على القراءة، لأن الاباحية منتشرة جدا، وعلينا أن نفهم ذلك فقط لمساعدة أزواجنا و أبنائنا، وكذلك أصدقائنا الذين يمرون بهذه الصدمة.
آثار الاباحية مدمرة ، بالفعل مدمرة إدمان المواد الإباحية للأسف هو الآن واحد من أكبر أسباب الطلاق عند المجتمع الغربي فأنا أنقل لكم من مقالات غربية أقوم بترجمتها كما تعلمون و ربما يكون هذا أيضا في مجتمعاتنا لكن لا توجد على حد علمي إحصائيات موثقة تثبت ذلك لكن هناك مؤشرات و قوية تشير إلى أن الإباحية تدمر الزواج و تفكك الأسر في كل المجتمعات .
إن الإباحية أيضا تدمير لطاقات الرجال، و إنها واحدة من أكبر أسباب انخفاض اهتمام الرجال بزوجاتهم .
ففي دراسة واحدة على شريحة من الذكور في سن الشباب أظهرت قلة معاشرتهم لزوجاتهم لأنهم كانوا مدمنين على المواد الإباحية ، و على الرغم من كونهم في سن الشباب إلا أنهم انصرفوا عن تصريف شهوتهم في الحلال بسبب الإباحية
إنه لأمر محزن حقا فالحقيقة تقول أنه و بمجرد أن تصبح مدمنا على الاباحية، تميل إلى العزوف عن الشيء الحقيقي و تعيش في الخيال الممرض الكئيب الذي ساغوه لك في صورة كاذبة تستهويك و تدفعك إلى الهلاك .
إننا قد ننكر في باديء الأمر أن هذه المشكلة متواجدة بمجتمعاتنا بالدرجة الكبيرة كما في الغرب و التي قد تُحدث شرخا بالعلاقات الزوجية و تدمرها و لكن بالتعمق و بالبحث ستجد أن بلادا مسلمة تحتل رتبا متقدمة في متابعة شعوبها للمواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية
ألم يقل النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه مسلم :
" لتتَّبعنُّ سَننَ الَّذين من قبلِكم . شِبرًا بشبرٍ ، وذراعًا بذراعٍ . حتَّى لو دَخلوا في جُحرِ ضبٍّ لاتَّبعتموهم قُلنا : يا رسولَ اللهِ ! اليهودُ والنَّصارَى ؟ قال : فمَن ؟ "

تلك هي الحقيقة المرة رغم أننا أعزنا الله بالإسلام إلا أننا نقلد الغرب تقليدا أعمى لا نحافظ على هويتنا و لا ديننا بل نتبعهم و للأسف نلتقط ما يلقونه لنا من قاذورات و فقط - إلا ما رحم ربي- دون وعي أو إدراك .

و لا نحاول أن نستفيد مما ينفعنا فمثلا هم يصنعوا الإباحية في الفترة الأخيرة من هذا الزمان بصورة لم يسبق لها مثيل من قبل و يروجوا لها فأحرقتهم و أحرقتنا و ها هو فريق منهم ليس بالقليل يحذر منها و ينصح بالابتعاد عنها و يعالج من أدمنوا عليها.

فهل وجدنا ممن دعوا إلى الإباحية من المسلمين كالدعوة إلى خلع الحجاب و الاختلاط و عرض مشاهد العري بالقنوات التليفزيونية و المجلات و الجرائد و .......... و غير ذلك مما هو معلوم و غير خاف هل وجدنا هؤلاء يتوبون و يقلعون و يرجعون إلى الصواب كما رجع هؤلاء مع الأخذ في الاعتبار أننا مسلمون أي لا جدل في أن دعوتهم باطلة و محرمة في ديننا فاللهم اهدنا و اهدهم إلى سبل الهدى و السلام .

و دعونا نتوقف قليلا عند اختيار النبي صلى الله عليه و سلم جحر الضب بالذات

يقول نزار محمد عثمان : و مما قاله أهل المعرفة بالأجحار أن جحر الضب يجمع بين القذارة الشديدة، والضيق الشديد؛ الأمر الذي لا يدع لعاقل مجالا لرؤية أي جماليات فيه.
غير أن كثيراً من المستغربين - على وزن مستشرقين، وأعني بهم معتادي دخول حجر الضب؛ تبعاً للغرب - لا يرون في جحر الضب ما تراه الفطرة السليمة؛ فالقذارة الشديدة، والضيق الشديد مذموم عندهم في كل حال؛

لكنه إذا اقترن بالغرب صار مقبولاً!، بل ومحموداً!!.. وتصير - تبعاً لذلك - القذارة الشديدة صفة محمودة عندهم؛ لأنها تعد نوعا من السلوك الشخصي الذي ينم عن البعد العملي في الشخصية الضبية؛ إذ أنها لا تجد وقتاً للنظافة، إضافة للنزعة الليبرالية فيها؛ إذ أنها لا تساير المجتمع في تقديره للنظافة؛ بل تستمتع جهاراً بالقذارة، وتتطالب المجتمع بأن لا يحرمها حقها في أن تكون قذرة، وتدعو الأمم المتحدة إلى إدراج القذارة ضمن حقوق الإنسان، ومحاسبة كل من يمجد النظافة؛ لأن في ذلك تعريضا بالشخصية الضبية!!..
نكمل .... فليست كل الزيجات تعاني من هذه المشكلة ، و لكن ببطء و مع مرور الوقت فإن الرجل المدمن للإباحية يصبح أقل اهتماما بزوجته .
و عندما يكون مهتما بها فإنه يميل إلى الرغبة في تجربة أشياء أكثر تطرفا.
و كذلك لديه أيضا صعوبة في أن ينشيء علاقة مع زوجته دون التخيل، لأن ما قامت به الإباحية كما شرحنا بالتفصيل في مقالاتنا السابقة من تأثير الإباحية على الدماغ من تغيير طريقة تفكير الدماغ فهو يفكر بالإثارة عبر الصور المثيرة التي استقرت في مخيلته عبر المشاهدة على عكس العلاقة الواقعية . وبالتالي، فإن معظم الرجال الذين هم من المدمنين على المواد الإباحية لا يمكن في الواقع الحصول على إثارة للأسف الشديد من دون التركيز على عدد قليل من الصور في أدمغتهم أولا.
إذن هل يمكن لزوجك التعافي من إدمان الاباحية؟ و هل يمكن له إعادة العلاقة الحميمية بك مرة أخرى ؟

دعونا ننظر في بعض الخطوات لانتعاش حقيقي و لعودة العلاقة الزوجية الحميمية المملؤة بالمودة و الألفة و الرحمة مرة ثانية .
و لاستكمال الموضوع اقرأي المقال التالي " خطوات عملية للزوجة لتستعيد علاقتها بزوجها أثناء تعافيه من الإباحية ".

خطوات عملية للزوجة لتستعيد علاقتها بزوجها أثناء تعافيه من الإباحية
سنناقش في هذا المقال بعض الخطوات العملية الهامة و التي ستساعد الزوجة بشكل كبير و بإذن الله على عودة العلاقة الزوجية الحميمية المملؤة بالمودة و الألفة و الرحمة بينها و بين زوجها مرة ثانية .
1.عليك أن تفهمي أن مشاهدة الإباحية من الممكن أن تكون إدمانا
إن الرجال أكثر تأثرا بالمشاهد الإباحية من النساء بكثير ، فالمواد الإباحية تمثل إغراء كبيرا لهم و هذه حقيقة أخبرنا بها النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي أخرجه البخاري حيث قال : "ما تَركتُ بَعدي فِتنَةً أضرَّ على الرجالِ منَ النساءِ"
و لهذا حذرنا صلى الله عليه و سلم منها فهي فتنة مهلكة فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة :" إنَّ الدنيا خضرةٌ حلوةٌ ، و إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ مُستخلِفُكم فيها ، لينظرَ كيف تعملون ، فاتَّقوا الدنيا ، و اتَّقوا النساءَ ، فإنَّ أولَ فتنةِ بني إسرائيل كانت في النساءِ"
فالسعيد من صبر و اتقى الله و نجى من تلك الفتنة و قد شرع لنا الإسلام أحكاما كثيرة لاتقاء شرها منها غض البصر و الزواج و الصوم لمن لم يستطع الزواج و غيرها من الأحكام الطيبة .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق على صحته
و أخرج ابن ماجة في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيراً من زوجة صالحة إذا نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن أقسم عليها أبرته، وإذا غاب عنها نصحته في نفسها وماله) . فبيَّن - صلوات الله وسلامه عليه – أن أعظم ما يستفيده الرجل بعد تقوى الله هو الزوجة الصالحة لأنها تعف فرجه وتغض بصره كما بيَّن - صلوات الله وسلامه عليه – في الحديث الذي أشرنا إليه أولاً، بل قال - صلوات الله وسلامه عليه -: ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة)رواه مسلم في صحيحه.
فبمجرد بدء مشاهدة الإباحية ، فإن الشخص يميل إلى الحاجة للمشاهدة أكثر و أكثر للحصول على متعة أعلى كما كانت في المرات الأولى ،و بنفس الطريقة إن مدمني الكحوليات يحتاجوا إلى المزيد والمزيد من المشروبات حتى يشعر بأنه سكران.
فإنهم يظنون أنها لا تغير التوازن الكيميائي في الدماغ، و أنها لا تسبب الإدمان هذا ما يعتقده كثير من الرجال . هذا لا يعني أنه لا يمكن كسر هذه الدورة من الإدمان . ففي الحقيقة إن العديد من الرجال يريدون كسرها، و لكن لا يعرفون كيف ؟
إنهم يشعرون بعار كبير حول هذا الموضوع، وبنفس الطريقة التي يشعر بها مدمن الكحول ألا وهي الشعور بالعار.
إذا كان زوجك لديه إدمان للإباحية ، فإنك ستشعرين بالغضب عندما تعلمين . و سوف تشعرين بالاشمئزاز و بالخجل، و ربما بالانتقام قليلا. هذا هو الطبيعي في بداية الأمر . ولكن عندما تهدأين ، حاولي قدر ما تستطيعين بقليل من التعاطف. الاستماع إلى قلب زوجك. فهو إذا كان تائبا يريد أن يعود ، و لكن لا يعرف كيف له أن يتوقف ؟؟ فعليك مساعدته.
و إذا لم يكن من التائبين،عليك وضع بعض القواعد الحازمة جدا وإنذاره . لأن الزواج لا يمكن بقاؤه على قيد الحياة مع إدمان الاباحية على المدى الطويل. فتلك هي الخيانة سواء كان يعترف بها أو لا. فهو ربما لا يفكر بهذه الطريقة لكنه في الواقع سرقة للاهتمام بك كزوجة تحتاج إلى كامل الاهتمام من زوجها ، بل إنه يقوض أساس الزواج بالكامل .
2.ساعديه في إنهاء إدمان الإباحية.
نحتاج إلى اتخاذ بعض الإجراءات لوضع حد للإدمان. وسيكون لطيفا اذا كان يمكنه وقف ذلك من تلقاء نفسه، ولكن هذا نادرا ما يحدث بهذه السهولة.
فنحن لا نطلب من مدمن الكحول على سيل المثال أن يوقف شرب الكحوليات و هو لا يزال يحتفظ بزجاجات من الكحول في المنزل. و بنفس الطريقة ، فزوجك لا يمكن أن يوقف إدمان الاباحية دون إزالة إغراء الإنترنت و التلفاز من المنزل .
يمكن إيقاف الانترنت تماما مؤقتا، أو وضع برامج الحماية المثبتة على الحاسوب بدون معرفته لكلمة المرور ومراقبة تاريخ المشاهدة . و كذلك حذف كل القنوات التي تعرض النساء فهذا لا يقل خطرا عن المواقع الإباحية كما سنشرح لاحقا .
تحدثي معه حول هذا الموضوع.
إنه قد يكون خائفا في البداية، ولكن وضحي له أنه اذا كان يريد الحفاظ على نفسه من غضب الله و الأسرة من التفكك و الضياع و الحفاظ عليك فعليه أن يتخذ تلك الخطوات ترجيه و حاولي أن تقومي بذلك بطريقة فيها حب و مودة .
أنا أعرف أنك غاضبة ، ولكن إذا قمتي بلومه و قمتي بتقمص دور المحاضِرة له فبهذا سوف تدفعيه في الاتجاه المعاكس إلى الابتعاد، الأفضل بدلا من القيام بهذا أن تخبريه أنك سوف تكوني بجواره تسانديه و تساعديه على اجتياز هذه المحنة، اخبريه أنك و هو ستعملان سويا على إعادة بناء العلاقة الزوجية بينكما مرة أخرى و جعلها مرضية لكما أخبريه أنك تريدي جعل حياتكما الزوجية مليئة بالألفة و المحبة و جعلها جميلة و أكثر قربا ، و ربما تحتاجين إشراك طرف ثالث تستشيريه في هذا الأمر كمتخصص أو شخص حكيم مؤتمن .
3.إنه بحاجة إلى شريك المساءلة.
إن معظم الرجال يحتاجون نوعا من شريك المساءلة للتعافي من هذا الإدمان ، في الحقيقة هناك رأي يقول بأنه بإمكان الزوجة أن تلعب دور هذا الشريك و رأي آخر يقول بأنه لا يمكن للزوجة أن تكون هذا الشريك، لأنه لا يمكن أن يكون صادقا مع زوجته إذا عاد مرة أخرى للمشاهدة .
و نحن في بلادنا الإسلامية فإن المسجد مثلا من الممكن أن يقوم بدور هام في تشكيل مثل تلك المجموعات أقصد مجموعات المساءلة و المراقبة ، قومي بتشجيع زوجك على العثور على رجل تقي يمكن محاسبته.
يمكن لبعض برامج الكمبيوتر تلقائيا بإرسال بريد الكتروني إلى شخص من اختيارك إذا ذهب إلى موقع مشكوك فيه،فيمكن لهذا الشريك رصده لاستخدامه لشبكة الإنترنت .
يجب أن تكوني على علم، أيضا، أنه من المحتمل أن ينتكس في الفترة الأولى.يجب ان تعلمي أيضا أن كسر دورة إدمان الإباحية صعبة جدا في بداية الأمر ، و ستلاحظي أنه سوف يكون متقلب المزاج، و مضطربا ،و غاضبا . و عليك أن تتفهمي أنه لا يمكن أن يكون بين عشية و ضحاها كاملا . وأحيانا سوف يسقط، سواء كان ذلك في العمل حيث إنه لا يزال لديه خدمة الإنترنت أو عندما يكون في أحد الفنادق أو شيء.
هل سبق لك أن حاولت بجد لانقاص الوزن ؟ أو التوقف عن بعض المواد الغذائية التي كنت تحبينها ؟
كان ذلك صعبا أليس كذلك ؟ .
و تذكري كيف كنت تشعرين بالاستنكار عند انتزاع واحدة من المأكولات التي تحبينها ؟
تذكري أنه إذا سقط ثانية فهذا لا يعني أنه لا يتحرك في الاتجاه العام الصحيح . إذا كان ما زال ملتزما بكسر الإدمان، سامحيه و شجعيه على التحدث مع شريك المساءلة " صديقه " عن ذلك.
وإذا رفض فتأكدي منه عن التزامه بالسعي لترك الاباحية. ففي بعض الأحيان، بالطبع، يصعب الحصول على المساءلة من شخص آخر .

4.أعيدي بناء حياتك الزوجية .
أعيدي بناء حياتك الزوجية فإنه من الممكن أن تكون العلاقة بينكما أقوى بكثير بعد الإقلاع عن الإباحية .
وهنا الجزء الصعب. فإن المواد الإباحية، والخيال، و الاستنماء يسيران جنبا إلى جنب. فبالنسبة للذكو نادرا ما يكون واحدا من هذه الثلاثة دون الآخر نسأل الله العافية . فإذا قال رجل لك أنه مدمن على المواد الإباحية،فهذا يعني أيضا أنه يتخيل و أنه يستنمي للأسف تلك هي الحقيقة .
للخروج من تلك الدورة بحيث يتم توجيه رغبته نحو زوجته مرة أخرى و غالبا ما تكون هذه عملية طويلة جدا. علينا أن نفهم منذ البداية أن العلاقة الزوجية بعد الاباحية لن تكون بالطريق السهل .
أولا، عليك أن تعطيه الحرية ليكون صادقا معك. إذا كنت ترغبين في إعادة بناء العلاقة الحميمة مرة أخرى ، فإنه يحتاج إلى أن يكون حرا في أن يقول أنه غير قادر .
لأن الإباحية غيرت و أعادت تشكيل الدماغ فأصبح الذي يثيره هو صورة بدلا من زوجته ، العديد من الرجال في الواقع اصيبوا بالعجز في حالة عدم توفر مؤثر خارجي (الصور التي تعود الدماغ على رؤيتها ). فالكثير من الرجال للأسف من أجل معاشرة زوجاتهم، يبدأون أولا في تخيل تلك الصور الإباحية لأنه قد اعتاد على ذلك .
قد تكون صدمة لكم أنا آسف حقا لو أخبرتكم أنا الكثير من مدمني الإباحية يعتقدون أنهم سيكونون عاجزين إذا أقلعوا عن الإباحية.
عليك بوضع خطة لاستعادة زوجك مرة أخرى اهتمي به اقضِ معه وقتا أطول و لو استطعتي أن تسافري معه إلى مكان هاديء و ليكن أسبوعا مثلا وحدكما بعيدا عن المثيرات التي اعتاد عليها إلى مكان لا يوجد فيه اختلاط أو نساء متبرجات او تلفاز و انترنت اقترحي عليه ذلك و شجعيه فسيكون ذلك بداية طيبة لبدء حياة جديدية مليئة بالأمل و الحب.
فالبتدريج و بعد ترك النظر إلى الإباحية و بدون ضغط عليه لأن الضغط سيجعله يلجأ مرة اخرى إلى الخيال، فالبتدريج سيستعيد زوجك نشاطه و يبدا الدماغ بالتأقلم مع الوضع الجديد و تصبحين أنت و فقط ملء عينيه املأي وقت فراغه ، لا تدعيه وحده حدثيه افتحي له أبواب أمل جديدة أشعريه أنك سامحتيه لأنك تحبيه و لأنك ترغبين في البقاء بجواره أخبريه أن الأولاد يحبونه و يحتاجون إليه إلى نصحه إلى رعايته إلى عطفه فهو كل شيء في حياتهم .

5.من الخطأ التفكير بأنك في منافسة مع المواد الإباحية.
عادة و أنت تفكرين في إعادة بناء حياتك مع زوجك من جديد فأنت تفكري في أنك في منافسة مع الإباحية فيقودك تفكيرك الخاطيء و شيطانك إلى الدخول إلى تلك المواقع المدمرة لتشاهدي ما يثير زوجك في تلك المواد و لكن أحذرك فهي الخطيئة الكبرى لأن هذا
أولا:يغضب الله جل و علا فلا يحل لك فعل ذلك،
ثانيا :قد تقعين أيضا أنت في هذا الشَرَك و العياذ بالله ،
ثالثا: من الخطأ أن تقرري فعل هذا لأن التفكير بتلك الطريقة تفكير خاطيء فلا تحاولي تقليد هؤلاء الفجار فهذا سيغذي عنده إدمانه من جديد و يقويه .
إن ما يحتاجه حقا هو الحصول على إشباع علاقته الحميمية بك عن طريق علاقته بك و ليس من خلال إثارة بصرية أو خيالية ، و هو في فترة التعافي الأولى ما يحتاجه زوجك حقا هو تغيير و إعادة توجيه طاقته في اتجاه مختلف أي إليك أنت ، لو حاولتي أن تحاكي الإباحيين أنت بهذا تشجعيه لأن يحتفظ بما في خياله حيا لا يزول و أنت بهذا لم تكوني قد قدمت أي شيء لتستعيدي دماغه مرة أخرى إلى طبيعته ، و أعتقد أنك قد فهمتي ما أعنيه .
إن استعادة حياتك الزوجية بعد الإباحية تعني قضاء وقت ممتع مع بعضكما البعض ربما في قراءة القرآن أو الاستماع إلى فيلم عن مخلوقات الله و التفكر فيها .
و احذري في هذا الوقت بالذات و كل وقت التلفاز ففيه بداية الخيط الذي سيرجعه بكل تأكيد إلى سابق عهده فالأفلام و المسلسلات الآن هي بالفعل إباحية و تقود إلى الإباحية الأكثر تطرفا التي يتوارى الناس لمشاهدتها في الخفاء و كأن تلك المعروضة على شاشات التلفاز مباحة و لا يستحيى منها و العياذ بالله و غيرها يستحيى منها كلاهما إباحية الكليبات العارية و الرقص و غيره كل هذه المواد إباحية فاتق الله في نفسك و زوجك و أولادك و لا تلقوا بأنقسكم و أهليكم إلى التهلكة .
يقول الله تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6) ﴾.( سورة التحريم ).
6.أهم خطوة.
و تذكري أن اهم شيء سيحافظ لك على زوجك و على أسرتك و على حياتك و بإمكانه تحقيق السعادة و شفاء زوجك سريعا هي الصلاة نعم الصلاة التي هي عماد ديننا و إذا صلحت صلح كل شيء و إذا فسدت فسد كل شيء هي النجاة هي الصلة التي بيننا و بين الله حافظي أنت و هو على الصلاة حثيه بغير أمر بان تقولي له مثلا ما رأيك أن تقوم إلى الصلاة؟
ادعي الله كثيرا أن يعافي زوجك ذكريه أن يدعوه فهو البر الرحيم أن يطلب منه أن يعينه و يقويه، حافظا على ركعتي قيام الليل و ركعة الوتر إلجأي إلى الله فيهما و كوني على ثقة أنه سيعيد إليك حياتك جميلة أفضل من أي وقت مضى.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يقول الله تعالى :( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .
و أخيرا من الممكن في خلال رحلة التعافي التحدث إلى واحدة مقربة لك أمينة ناصحة ذو خبرة تتقي الله إن كنت مضطرة إلى المشورة لاتخاذ قرار معين يصعب عليك اتخاذه بمفردك و احذري لا تكلمي أي أحد في مثل هذا لأن هذا سيؤثر على نظرة الناس لزوجك بعد ذلك
اصبري و تجلدي و استعيني بربك و سيعود بإذن الله إليك زوجك إنسانا جديدا نظيفا رائعا كما تتمنيه و أفضل .


زوجتي تتعذب .... و السبب الإباحية
هذا ما يعترف به كل مدمن على الإباحية و تلك هي الحقيقة بلا شك ....
أظهرت العديد من الدراسات أن زوجات مستخدمي الإباحية يعانين في كثير من الأحيان من فقدان الشعور و من الخيانة و عدم الثقة و الإحساس بالدمار النفسي ، و كذلك الغضب عندما يعلمن أن أزواجهن يشاهدوا الإباحية و كذلك يعانين من أعراض القلق و الإكتئاب .
و إليك حقيقة مزعجة: فعلى الرغم من أن الاباحية قد تبدو في نظر البعض شيئا يمكن للمستخدمين اختياره ليفعلوا ما يريدونه من خلاله فإن هذا الاستخدام حقيقة لا يؤثر بالسلب فقط عليهم ،و لكنه يؤثر على زوجاتهم أيضا بالأسوأ و ليس للأفضل.
قال اثنان من الباحثين في مجال الإباحية و الذين درسوا آثار الاباحية و وسائل الإعلام لأكثر من 30 عاما، أنه عندما يتعلق الأمر باستخدام الاباحية"فإنه لا يوجد مؤشرات إيجابية أو تأثيرات جيدة للإباحية يمكن الإخبار عنها فكلها سوء ".
و بعبارة أخرى، في كل بحث جدي تم القيام به عن الاباحية فإنهم لم يتوصلوا إلى أن لدى الإباحية أية فوائد. هذا ما سجلته كل الدراسات التي أجريت بهذا الصدد ،و لهذا فإن استخدام الاباحية يمكن أن يسبب أضرارا جسيمة ليس فقط للمستخدم، ولكن أيضا لأولئك القريبين منه و خاصة الزوجة .
وقد أظهرت الدراسات أنه حتى الاستخدام العارض للإباحية يمكن أن يتسبب في رؤية المستخدم لزوجته على أنها أقل جاذبية . و عندما يستخدم الشخص الإباحية بصورة متكررة فسيكون أكثر عرضة بكل تأكيد لعدم الرضا بالزوجة و يكون أقل أداء جنسيا و أقل رغبة في معاشرة زوجته .
لماذا خيبة الأمل المفاجئة التي يشعر بها الزوج تجاه زوجته ؟ من المحتمل بقوة أن يرجع ذلك إلى حقيقة أن الإباحية تعزز من التصور الخيالي لمن يستخدمونها تجاه مظاهر الناس و تصرفاتهم فهي كذبة كبرى حيث يرون زوجاتهم غير مثيرات كما في الخيال الإباحي و أنهن لن يرقين لمثل هذا المستوى الخداعي في الإباحية .
و بالنظر الواقعي إلى أن النساء اللاتي يظهرن في الاباحية سنجد أنهن تغيرن جراحيا بعمليات التجميل تلك هي الحقيقة و تم تحسين صورتهن بالفوتوشوب تلك هي الحقيقة إنه حقا " خداعا بصريا " .
و لكم أن تتخيلوا وفقا لاستطلاع للرأي الوطني الأمريكي فإن واحدة فقط من سبع نساء لا يعتقدن أن للإباحية تأثير على الرجال من جهة توقعاتهم عما يجب أن تبدو عليه النساء .
و ليس فقط ذلك الذي يتم خداع المستخدمين به . و لكن أيضا فيما يعرض بتلك الأفلام من كون المرأة سعيدة مع أي رجل يريد أن يفعل ما يريده حتى و لو كان أمرا خطيرا، ومؤلما أو مهين إنها الإباحية التي أوصلت البشر الممارسين لها إلى مدارك الهلاك و أنزلتهم منازل البهيمية .
أظهرت دراسة عن أشرطة الفيديو الاباحية الأكثر انتشارا أن تسعة مشاهد من أصل 10 تظهر فيها النساء و هن يعاملن معاملة مهينة لفظيا و جسديا ، إلا أن الضحايا من الإناث يستجبن دائما تقريبا بسرور أو تبدو و كأنها غير متأثرة ، شيء يدعو للاشمئزاز . فالإباحية الأكثر انتشارا متشبعة بالأفعال الجنسية القبيحة و التي هي ساحقة مهينة تجاه المرأة ، وعادة ما تكون موجهة نحو تعزيز متعة الرجال .
ونتيجة لذلك فإنها تقوم بتشويه لأفكار الذكور المستخدمين للإباحية حول ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة الزوجية بين الزوجين وغالبا ما يطلب الزوج من زوجته العمل بأشياء مهينة و أحيانا محرمة بسبب ما تلقاه من فهم سيء و مغلوط من أفلام الإباحية .
إن الألم العاطفي يكون أعمق بكثير من وجود علاقة غير مرضية للزوجة . لأن المرأة في ديننا و ثقافتنا الإسلامية تتوقع غالبا علاقة حميمية مبنية على الثقة و الاحترام، و الصدق، و الود ، و الرحمة ، و الحب، فعندما تعلم المرأة أن شريكها يستخدم الإباحية، التي تمجد عادة العكس من كل هذا الذي يحترمه الدين الإسلامي الحنيف : من عدم احترام و إساءة وعدوان، وخيانة، فإنه لا يمكن أن تلحق الضرر فقط من اهتزاز الثقة في شريك حياتها، ولكن أيضا يهز أساس كل ما بني عليه تلك العلاقة.
إن هذا الألم يمكن أن يكون له عواقب وخيمة جدا. فقد و جدت العديد من الدراسات كما ذكرنا سابقا أن زوجات مستخدمي الإباحية يعانين في كثير من الأحيان من فقدان الشعور و من الخيانة و عدم الثقة و الشعور بالدمار النفسي ، و كذلك الغضب عندما يعلمن أن أزواجهن يشاهدوا الإباحية و كذلك يعانين من أعراض القلق و الإكتئاب و كذلك تظهر عليهن بعض علامات من اضطرابات ما بعد الصدمة، وبعضها قد تصل حتى إلى الانتحار و العياذ بالله هذا عندهم في الغرب الفاسد أخلاقيا تاملوا و تفكروا كيف أودت بهم الإباحية إلى هذا المنزلق الخطير من تدمير للنفس و الزوجة و الأولاد حتى أنه قد يصل كما ذكرت الدراسات بزوجة مدمن الإباحية إلى أمراض نفسية خطيرة هم الذين أباحوها و نشروها و قننوها و صدروها ثم يجرون الان الأبحاث و الدراسات التي تكشف عن كل سوء أتت به الإباحية و يحاول بعضهم جاهدا لوقف هذا السم المهلك المدمر !!!!ثم تجد من بعض ممن في بلادنا بلاد المسلمين من يدعو بدعوتهم و يتمنى لو كنا مثلهم ، فهم يصرخون الآن من شدة الألم و يتوجعون و يبحثون عن دواء يبرأ جراحهم النازفة و نحن نريد أن نحزوحزوهم نسأل الله العافية .
و الذي يجعل الأمر أكثر سوءا فإن غالبية النساء الذين يعلمون أن أزواجهم يستخدموا الإباحية يعزلوا أنفسهم على الأقل و إلى حد ما عن أي دعم إجتماعي فهم بالفعل يحتاجوا إلى دعم و مشورة ففي كثير من الحالات تجد هؤلاء النساء يرفضن البوح بما يحدث من أزواجهم و لو بمشورة من طبيب نفسي متخصص أو حكيم صالح مؤتمن خشية أن يعرف الناس ما يفعله أزواجهم أو يوجهون اللوم له .
أظهرت دراسة واحدة عن النساء المتزوجات من مدمني الإباحية أخبروا من خلالها انهن يشعرن غالبا بأن أزواجهن غير مكترثين او أنانيين ، و أنهن يشعرن بالقلق أيضا بطريقة أو بأخرى من أن المشكلة كانت خطأهن.
لماذا في رأيكم قلن هذا الكلام ؟؟
لو صدقوا لقلن لأنهن تركوا أزواجهم ينظرون للنساء أمامهن في الأسواق و الشوارع و ينظرون إلى المشاهد التي تغضب الله في التلفاز بل و يشاركوهم و الأولاد رؤية تلك المشاهد من غير قلق أو خوف من الله أو غضب لحرماته التي تنتهك نعم إن تلك المشكلة و إن كانت مسئولية الزوج الذي وقع في براثن الإباحية المهلكة إلا أن الزوجة تتحمل المسئولية بجزء كبير منها من جهة أخرى في نفس الخط حيث تغافلت عن أخطاء زوجها التي بدت في أول الأمر سهلة و عادية من وجهة نظرها لكنها المعاصي ولود أي تلد بعضها البعض فكلما وقع في معصية و لم يتب و تمادى ووقع في ما هي أشد منها من غير منكر عليه يذكره أو من غير أحد يعينه على الطاعات و يدفعه إلى الخيرات أو يتخذ موقفا ليوقفه و يثنيه عن الطريق الذي سار فيه إنها الزوجة الصالحة التي من المفروض أن تقوم بهذا الدور إن لاحظت ذلك ومن البداية فهي الصاحبة الحق فالزوجة يدها بيد زوجها تصلح بيتها .
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6) ﴾
فاللهم اهدنا و اهد رجال و نساء المسلمين اللهم آمين .

الغرب مزقتـــه الإباحية ... و إليكم دليل!
كم هذا حزين ؟
هذه لقطة أخذت من تعليق حقيقي من قبل شخص حقيقي من الغرب تركت على وظيفته الأخيرة على إينستاجرام.
حقا " إن الإباحية تدمر العلاقات و تؤثر على حياة الناس ".

دعونا نستمر في نشر الكلمة حتى يعلم الجميع الحقيقة حول كيفية أن الإباحية ضارة حقا.

اسمحوا لي أن اقدم لكم ترجمة لهذا الحوار
يقول : أبي كان لديه مشكلة و هي أن الإباحية كانت بوابته للإدمان و التي أدت به ليس فقط إلی خيانة أمي
لكن جعلته يضع نفسه في سجن فهو يقضي الساعات مغلقا عليه غرفته ينظر بحماقة بدلا من قضاء الوقت مع أولاده و زوجته
الإباحية لا تقتل فقط الحب إنها تدمر الأسر و تمزقها و تتركهم بدون آباء و أمهات .

و بعد أن قرأتم التعليق السابق بالطبع وصلتكم رسائل عدة من هذا التعليق بصورة مباشرة و غير مباشرة منها بالطبع " أن الإباحية تدمر العلاقات و تؤثر على حياة الناس ".
و منها أن بعض الغربيين كما ترون مع فسادهم و ضلالهم قد أعادتهم فطرتهم السليمة إلى الصواب من رفض للإباحية حيث أدركوا خطورتها على النفس و الأسرة و المجتمع.
و رغم ذلك تجد بعض من أبناء جلدتنا سواء كانوا كتابا أو ممثلين أو مخرجين أو مغنيين أو ............ يخدعون مستمعيهم الذين أعمتهم أهواؤهم و شهواتهم فتجدهم يروجون لفكرة نشر الإباحية و إشاعتها بأنها هي سبيل النجاة من بعض مشكلات المجتمع و العياذ بالله بل و سبيل التقدم و يستشهدون بأن الغرب قد تقدم لأنه تحرر و فعل ما يحلو له من غير قيود من دين أو خلق و يصورون لمن يغتر بهم أن الغرب الذي صنع الإباحية و نشرها سعيد و مستمتع و في الحقيقة عكس ذلك كما ترون .
وصدق الله عز وجل حين يقول : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ [الجاثـية:23]
من يهديه من بعد الله؟
ما دام أن الله أضله وختم على سمعه وقلبه، فلا يسمع كلام الله ولا يفقهه وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً [الجاثـية:23] فلا يرى طريق الله، فمن يهديه من بعد الله؟!
ولماذا أضله الله وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة؟
لأنه اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الجاثـية:23] لو اتخذ إلهه مولاه لهدي، ولكن لما اتخذ إلهه هواه أضله الله، حتى لا يأتي شخص فيقول: إن الله هو الذي ختم على قلبه وسمعه وقدر عليه الغواية، فنقول: لا. إنما ختم الله على قلبه وسمعه وبصره حين اتخذ إله هواه.
عافاني الله و إياكم


آثار الإباحية على المجتمع

الإباحية فرقت بيني و بين زوجتي وأولادي
الإباحية فرقت بيني و بين زوجتي و أولادي ...... نعم هذا ما يقوله كل من أدمن الإباحية و تمادى و أصر و لم يرجع و لم يتب .
فقد وجدت الأبحاث أن الزواج من شخص لديه مشكلة بسبب الإباحية غالبا ما يعاني من نقص في الألفة و الحساسية تجاه زوجته ، فضلا عن مزيد من القلق، والسرية، والعزلة، وضعف في العلاقة الزوجية . و في نهاية المطاف فإن العديد من المستخدمين للإباحية يفقدون أيضا و ظائفهم - إلى جانب فقدانهم للعلاقة الزوجية القوية ذات المودة و الرحمة - نتيجة لبحثهم عن الإباحية على أجهزة الكمبيوتر بالأماكن التي يعملون بها ، وهذه الزيجات غالبا ما تنتهي بالطلاق عافانا الله و كل المسلمين .
و هذا ما يُفرح عدو الله إبليس اللعين جاء في الحديث: ((إنّ الشيطان ينصب عرشَه على الماء, ويبثّ جنوده فيأتيه الواحدُ ويقول: ما زلتُ بفلان حتى فرّقت بينه وبين أبيه أو بينه وبين أمّه أو أخيه, يقول: ما فعلتَ, يوشِك أن يصالحه. ويأتيه آتٍ ويقول: ما زلتُ بفلان حتى فرّقت بينه وبين امرأته, قال: فيدنيه ويضمّه إليه ويقول: أنتَ وأنت وأنت)) رواه مسلم. فعدوّ الله يفرح بالتّفريق بين الزوجين، يفرح بتشتيت الأسرة وتفرّقها.
في الحياة من الممكن أن تجد شخصا يريد مثلا أن يصبح ناجحًا في العمل أو الدراسة وصاحب عطاء ومكانة. ما عليه إذًا هو الاجتهاد ليل نهار، وتقفي آثار النابغين في مجاله، والصبر والبذل، مع العناية بصحته وأوقاته ليصل بتوفيق الله.
لكن دعونا نقول لكم أنه إذا قرر أحدكم ان يجعل ذلك في خطته فعليه أن يبدأ مبكرا ليصل، حيث أن النجاح لا يتحقق بين يوم وليلة. لكنك إن أردت ذلك فلن تصل إلا إذا تركت تدخين السجائر مثلًا و تحولت إلى نظام غذائي منضبط . لكن هل ستصل لذلك الهدف الطموح مع إدمان الإباحية مثلًا؟! طبعًا لا، لأنها تعيق عن الوصول لهذا الهدف .
أي أنه لكي تعيش حياة سعيدة مطمئنة و هادئة و تصبح فردا ناجحا لابد لك أن تتخلى عما يغضب الله من شهوات محرمة و تتخلى عن الإسراف في بعض المباحات التي إذا أفرطت فيها تضرك لابد أن تملك زمام نفسك و تهذبها فإنك إن فعلت ذلك عشت سعيدا و ناحجا يقول المولى جلى و علا :
" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖوَلَنَجْزِيَنَّهُمْأَجْرَهُمْبِأَحْسَنِمَاكَانُوايَعْمَلُونَ"- النحل 97
و تلك هي النقطة ، معظمنا لديه فكرة عن ما نريد القيام به في الحياة، وبالنسبة لغالبية الناس فإنهم يخططون لحياتهم ، و تتضمن هذه الخطة وجود الأسرة.
في الواقع، أكثر من 80٪ من الشباب في الغرب- على فساده- يقولون أن الزواج أولوية هامة في خطة حياتهم، هذا عندهم في الغرب سبحان الله!
وبالنظر إلى المتزوجين فهم كثيرا ما يقولون إنهم "راضون جدا" في حياتهم و هم متزوجون عما إذا كانوا بغير زواج ، بالطبع هذا الهدف ممتاز .
لكن المشكلة تكمن في مستخدمي الإباحية حيث إن الزواج و الإباحية لا يجتمعان .
في الواقع، أثبتت الأبحاث أن العديد من النساء في الغرب يرين أن مشاهدة الإباحية يعد تهديدا خطيرا للحياة الزوجية . لماذا؟
لأن الأزواج المتابعين للمواد الإباحية يقضون أوقاتا طويلة بعيدا عنهن و عن أولادهن في الوقت الذي تكون هي في حاجة إليه و إلى قربه منها و ليشاركها تربية الأولاد و رعايتهم و حل مشكلاتهم و قضاء مصالحهم و الترفيه عنهم، وعلاوة على ذلك فإنهن ينظرن إلى مشاهدة الإباحية على أنها خيانة من الزوج للزوجة أو نوع قريب من الخيانة حيث ينظر الرجل إلى نساء أخريات غيرها و ذلك يثير حفيظتها و غيرتها بطبيعة الحال كأي امرأة طبيعية ذات فطرة سليمة .
هذا عند الغرب الذي يصرح بالفجور و يسمح به و ينشر الإباحية !!!
و لكن عند النساء المسلمات العفيفات الطاهرات الحافظات للغيب بما حفظ الله بالطبع يرين أن ما سبق من الأسباب التي تجعل الإباحية مهددة للحياة الزوجية وبقائها مستقرة و قوية و مبنية على أواصر الحب و الألفة و البر و المودة. و لكن فوق كل هذه الأسباب و غيرها ترى المرأة المسلمة التي تتقي ربها أن الخوف من غضب الله إن هي رضيت و أقرت و وافقت زوجها على ما يفعله هو أهم الأسباب التي تجعلها تقر و توقن أن الإباحية هي أكبر تهديد للأسرة كلها ، و كذلك خوفها من أن الله ينزل عقابه على زوجها فلا يوفق لأي خير و يضيق عليه في رزقه و يكون سببا في ضياع الأولاد و ضياعها بسبب تلك المعاصي و الذنوب
قال - تعالى -: {أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ}الأعراف 100
وقال: {فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} العنكبوت 40
و قال جل و علا : {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} هود 102
و ليست الخيانة الظاهرية بمشاهدة المواد الإباحية هو الذي يدعو للقلق فحسب، فقد وجدت الدراسات أن المستخدمين للإباحية من المتزوجين هم أكثر عرضة من غير المستخدمين للوقوع في الفواحش.
وكما قال أحد الباحثين: "الرجال الذين يشاهدون المعاملة السيئة للنساء في الأفلام الإباحية باستمرار إذا لم يتمكنوا من الانخراط في هذا السلوك مع زوجاتهم فإنهم سيلجأون إلى الوقوع في جريمة الزنا "و العياذ بالله .
وحتى إذا كان المستخدم للإباحية لا يذهب بعيدا إلى هذا الحد، فإن الناس الذين ينظرون إلى المواد الإباحية هم أيضا أكثر احتمالا أن يكونوا أكثر تساهلا في التعامل مع النساء الأجنبيات عنهم أي الذين لا يحل لهم مصافحتهن أو النظر إليهن فتجد هؤلاء الرجال على سبيل المثال يتابعن بأنظارهم النساء المتبرجات في الشوارع و الأسواق، من غير شعور بأي حرج أو حياء و ربما يكون هذا أمام الأولاد، و تجدهم يعتبرون الاختلاط الذي هو منهي عنه بين الرجال و النساء الأجنبيات شيئا عاديا بل و مطلوبا و ضروريا، فتحدث الكوارث بسبب ذلك فينظر الزوج لزوجة الآخر و ينظر الآخرون إلى زوجته و كل يسخط على ما وهبه الله من نعمة الزوجة لأن الشيطان نعوذ بالله منه يريه الأخريات أجمل و أبهى و كذلك الزوجة تسخط ربما فيتزعزع أمن الأسرة و استقرارها بسبب التساهل في مثل هذه الأمور .
ونتيجة لذلك، فإن عدد حالات الطلاق المتعلقة باستخدام الإباحية قد وصلت إلى حد الإنفجار ، يقول الدكتور غاري بروكس، وهو طبيب نفساني غربي عمل مع مدمني الاباحية لمدة 30 عاما: " و في مسح لأعضاء الأكاديمية الأمريكية للمحامين و الذي عُمِل في عام 2002، قال 62 % من المحامين أن الطلاق كان سببه الإباحية حيث كانت لها عاملا كبيرا فيه "
و سواء انهار الزواج أو لا فإن الزوج ليس فقط المتضرر من مشاهدته للإباحية بل إن الأطفال أيضا يكونوا غالبا هم أيضا ضحايا ، إما عن طريق التعرض مباشرة إلى صور إباحية تكون في القنوات أو الهواتف النقالة أو الحاسوب، أو يتم إهمالهم من قبل أحد الوالدين الذي يضيع الأوقات التي من المفترض أن يقضيها معهم في رعايتهم فتجد مثلا هذا الطفل يعاني من أزمات نفسية نتيجة لتركه ساعات طويلة يقوم بأنشطة لها تأثيرات ضارة و خطيرة على الأطفال، و تجد ذاك الطفل يعاني من أمراض سوء التغذية و هذا الطفل الآخر متأخر في دراسته و.....و .......... إلخ
ففي استطلاع أجري عام 2004 في الغرب وجدوا أن واحدا من كل خمسة من المستطلعين الذكور اعترف أن الاباحية تأخذ الوقت الذي من المفترض أن يقضوه مع الزوجة و الأولاد و وجدوا أن من بين المستخدمين من أمضى خمس ساعات أو أكثر أسبوعيا يبحث في الاباحية و يطالع فيها هذا العدد وصل إلى 37 %.
معظم الناس يريدون أن يكونوا سعداء يعيشون حياة هادئة راضية مطمئنة أليس هذا صحيحا، و كذلك يكون لهم أسرة سعيدة مستقرة و للوصول إلى هذا الهدف و الحصول عليه يجب أن نقلع عن الإباحية تماما . و إننا كلما تعلمنا أكثر عن الاباحية وآثارها المدمرة سيصبح أكثر وضوحا لنا أن الاباحية تجعل الوصول إلى تلك الأهداف أصعب وأصعب .
ونختم بحديث نبوي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها)) رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. اللهم المسلمين أجمعين آمين.

الإباحية تقودك إلى العنف الجنسي
قبل بضع سنوات، قام فريق من الباحثين الغربيين بتحليل محتوى عدد من المشاهد الإباحية الهابطة، فماذا وجدوا ؟؟
وجدوا أنها تضمنت في 88٪ من محتواها العنف الجسدي و في 49٪ من مضمونها العدوان اللفظي. و استنتجوا أن هذه المشاهد تؤثر بالسلب على نفسية المشاهد و تطبع فيها صورًا خاطئة !!
فانظر كيف توصلوا إلى تلك العلاقة القوية بين هذه الإباحية و مستويات العنف و جرائم الاعتداء، أي أن حريتهم المزيفة لم ينتج عنها إلا زيادة الشر، و وهم إفراغ الشهوات لم ينتج عنه الراحة والطمأنينة بل العكس هو الصحيح. فسبحانه وتعالى الحكيم العليم الذي حرم أول خطوة من خطوات الضلال و أول تلك الخطوات النظرة الحرام !

يزعم منتجوا هذه المواد الفاسدة أن هذا العنف الجسدي و اللفظي يعتبر شيئا هامشيا و أنه يمكن للناس اختيار ما يحلو لهم! ومن المعلوم أن الإباحية كلها سوء وجرم كبير، والواقع هو أن غالبية الاباحية السائدة مملؤة بأذية النساء بدنيا و لفظيا وبالشتائم، وهذا يطبع في ذهن المدمن لهذه المواد أسوأ الأفكار والمعتقدات.
إن المتضرر والضحية في هذه المشاهد الغير سوية، في 95٪ من الوقت، إما أن يكون رده سلبيًا أو مسرورًا لقاء الذل والهوان الذي يلاقيه على الشاشة! إنهم لا يشعرون ومخدرون، أو لك أن تقول أنهم قد فقدوا آدميتهم! حتى الحيوان إذا ضربته واستخدمت ضده العنف يغضب و ينفعل و قد يرد على عنفك تجاهه بعنف مثله!!
بعبارة أخرى، في الاباحية، يتم ضرب النساء و يبتسمن! أقول لكم لو قلنا أنهم قد فقدوا الآدمية و فقدوا الشعور و الإحساس لما نكون قد ذهبنا بعيدا في وصفهم بذلك.
الدراسة تلو الدراسة وجدت أن من يراقب الاباحية هو أكثر احتمالا للوقوع في استخدام الإكراه اللفظي، والمخدرات، والكحوليات والتي قد تفضي إلى وقوعه في جريمة الزنا و العياذ بالله. أي أن الإباحية تولد العنف في نفس مدمنها لا محالة مع مداومته على المشاهدات السيئة.
إن أولئك الذين يبحثون باستمرار عن الاباحية هم أكثر احتمالا لدعم الأفكار التي تعزز سوء المعاملة والاعتداء على النساء والفتيات، فهذه المشاهد المشوهة تصور فرق القوة بين النوعين، حيث الرجال هم المهيمنون والنساء منقادون ومطيعون في ذل.
مشاهدة هذا النوع من التقديم اللإنساني للعلاقة بين الزوجين تجعل ذلك العنف من الرجال ضد النساء يبدو طبيعيا. وأين ذلك من تاكيد أن العلاقة بين الرجل و المرأة قد بنيت في الأصل على المودة و الرحمة و الاحترام و التوقير، لا على هذا الأساس الذي يقدمونه لمدمني تلك الأفلام القبيحة .
إن التغييرات لا تتوقف دائما على موقف المدمن. فعند تحليل 33 دراسة مختلفة، أثبت التحليل أن التعرض للمشاهد الإباحية تزيد من السلوك العدواني لدى الفرد، بما في ذلك وجود خيالات عنيفة و أيضا ارتكاب اعتداءات عنيفة في الواقع. إذن ليس من المستغرب أنه كلما شاهد أكثر، أنه سيكون أكثر دعما للعنف و تصرفاته ستكون عنيفة بلا شك .
إذا كنت تتساءل كيف يجلس شخص ما على كرسي يراقب هذه المعاصي والآثام، ثم تقوم هذه المشاهد بتغيير ما يفكر به الشخص و يفعله في الواقع؟
الجواب يعود الى كيفية تغيير الاباحية للدماغ.
أدمغتنا لها ما يسميه العلماء "الخلايا العصبية المرآة"، وهي خلايا تثار ليس فقط عندما نفعل الأشياء بأنفسنا، ولكن أيضا عندما نشاهد الآخرون يفعلون الأشياء.
هذا هو السبب في أننا ونحن نشاهد الآخرون من الممكن أن نبكي، أو نشعر بالخوف. لماذا يمكن لبعض الناس التأثر عاطفيا عند موقف إنساني أمامهم حتى لو لأناس أغراب، كما في مكان العمل مثلًا أو الدراسة؟
عندما يكون الشخص مراقبا للإباحية، فإن الدماغ يكون مشغولا بربط ما يحدث على الشاشة بالإثارة الجسدية بطرق عديدة، تماما مثلما إذا كان الشخص يقوم بالفعل في الواقع. فمثلًا لو شاهد مشهد مضمونه الاعتداء على الآخر، فإن هذا الشخص هو أكثر عرضة لربط هذا النوع من العنف مع كونه مثير. إن المدمنين يتعلمون- بالخطأ- أن الناس الآخرين ليسوا أكثر قيمة من الأشياء المادية المصنوعة لاستخدامها في المتعة وفقط، فهم ليسوا بشرًا من لحم ودم.
الذي يجعل الأمر أشد سوءا، هو عندما تُظهر الإباحية ضحايا العنف و هم يستمتعون بهذا العنف، فإن المدمن يظن في خياله المريض أن من الناس من يريدون ويحبون أن يعاملوا بهذه الطريقة، ومن ثم يعطي نفسه إذنا أن يتصرف بهذه الطريقة نفسها في حياته فعلًا.
إن هذا الإدمان يؤدي إلى تغيرات في السلوك نحو العنف، وهي قد تتراوح من مضايقة النساء لفظيا، إلى مشاكل خطيرة مثل الاعتداء عليهن و الوقوع في الفاحشة، وهذا هو سبب جرأة بعض الرجال الذين ابتعدوا عن طريق الهداية و الرشاد على فعل تلك الجريمة و غيرها من جرائم التحرش .
لقد تم التأكد من وجود تلك المعتقدات العدوانية لدى المدمنين عبر العديد من الدراسات البحثية، حيث أثبتت أنهم يكونون أكثر عدوانية في الحياة الواقعية عند ممارستهم للعلاقة مع الطرف الآخر. إن الإباحية سبب رئيس للعنف والاعتداء الجسدي معا بشكل خاص، وقد وجدت إحدى الدراسات أن أولئك الذين كانوا مدمنين على هذه المشاهدات كانوا ست مرات أكثر عرضة لأن يقوموا بجريمة والاعتداء من هؤلاء الذين لا يشاهدونها.
بالطبع، فإن كل من يشاهد هذا الفساد فإنه عرضة لأن يتحول إلى معتدي مع الوقت إذا ترك نفسه هكذا، و هذا يعني أن استخدام هذه المواد لا يزال يرتبط بموجة من العنف على نطاق واسع. هل يوجد إنسان سوي يقبل أن يطبع عقله وروحه على أن الإذلال والعنف هو جزء طبيعي من العلاقة الحميمية الشرعية بين الزوج والزوجة؟ هل هذا هو ما يفترض أن يكون؟ إن هذا الإدمان يجعل من الصعب على الرجال الشعور بالمتعة الحقيقة والراقية مع زوجاتهم، لأنهم بفكرهم المشوه يريدون أن ينفذوا ما رأوه، وهل يمكن للرجل أن يؤذي زوجته وترد هي بالسعادة والسرور؟ هل كان العدوان أبدًا حبًا؟
أخي ، إنك بأفعالك تلك تغضب الرحمن و تعصيه ، و اسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( َاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ .. )رواه مسلم (1218)
أفهكذا يكون أمان الله ، يا عبد الله ؟!!
أوهكذا تفعل بكلمة الله ، يا عبد الله ؟!!
أهكذا تفعل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال لك : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا)رواه البخاري (3331) ومسلم (1468) .
وقال صلى الله عليه وسلم : وقوله صلى الله عليه وسلم :)خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي )رواه الترمذي (3895) وابن ماجه (1977) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
أوهكذا يكون المعروف ، وقد قال الله : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )النساء/19 .
أو هكذا تكون الرعاية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )رواه البخاري (893) ومسلم (1829) .
أما سمعت الصحابي الجليل ، عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو ، رضي الله عنه ، وقد دخل عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ ، الوالي الظالم ، فَقَالَ له الصحابي : ( أَيْ بُنَيَّ ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ شَرَّ الرِّعَاءِ الْحُطَمَةُ ؛ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ !! )رواه مسلم (1830) .
أما تخشى أن تكون ـ أنت ـ منهم ؟؟

الإباحية حرَّفت فكري
إن غالبية المراهقين- عندما ينقصهم الالتزام بتعاليم الإسلام ويتركون أنفسهم لجلساء السوء- قد يحصلون على معلوماتهم الجنسية من الإباحية. وقد وجد الباحثون مرارا وتكرارا أن الناس الذين شاهدوا كمية كبيرة من الإباحية هم أكثر عرضة لممارسة العلاقات الغير شرعية وعدم الصبر حتى الزواج، مما يؤدي بهم إلى الزنا والحمل السفاح وتدمير روابط الأسرة والمجتمع، والجميع يعلم مآل ذلك في الدنيا والآخرة. فمعظم النار من مستصغر الشرر.

يمكنك أن تتخيل ماذا سيحدث لو كان الذي يدرس مادة الصحة المدرسية الخاصة بك هو شخص مدخن؟
لن تكون هناك فرص كبيرة لأن تسمع منه عن أن التدخين قد يسبب سرطان الرئة و كذلك ان التدخين يمكن أن يكون سببا في قصف صحتك والوفاة السيئة. بل على النقيض قد يحاول أن يقول لك أن التدخين سيعزز لديك فرصة أن تقضي وقتا ممتعا .
هل ستكون مقتنعًا به بعد تشويه صورة الصحة بهذا الشكل؟ إن هذا الافتراض يبدو سخيفا أليس كذلك ؟
هنا تكمن المشكلة:فالمراهقون يتم تشويه صورة العلاقة الزوجية الشرعية لديهم بنفس الشكل. فبدلًا من الصحة يتم تقديم السجائر لهم مع وهم الحياة الصحية العامرة... السجائر هنا هي المواد الإباحية.
مثلما تظهر إعلانات السجائر حيث يبدو المدخن و هو في صحة جيدة مستمتعا بشرب السجائر و هو ينفخ الدخان خارجا من فمه، فإن الإباحية تقوم بتقديم فكرة مشوهة تماما عن الزواج والعلاقة بين الزوجين وكيف يجب أن تكون بصورة سوية.
في الاباحية، يتم تصوير الزنا بين الغرباء و كأنه شيء عادي، بل و في أكثر الأحيان يتعدد هؤلاء الغرباء في مستوى لا تهبط الحيوانات إليه وهي ليست كائنات كرمها الخالق عز وجل. كذلك يتم تصوير الممارسات العنيفة واللإنسانية كأنها شيء عادي أو حتى ممتع. فالمنافسة هي في التطرف لجذب الانتباه أكثر وأكثر.
كتب جون وود، وهو معالج غربي يعمل مع الشباب المدمنين على المواد الإباحية، في مقال يتحدث عن آثار الاباحية، كتب يقول: " هذه المشاهد أوصلت الشباب إلى أن العلاقة الطبيعية العادية هي شيء ممل جدًا، ومن هنا هبطت بهم لمستويات غاية في السوء من ناحية الممارسات الوحشية و الغير آدمية، و أوهمتهم أن هذا هو التجديد وهذا هو العادي!"
نتيجة لذلك، تظهر الدراسات أن الناس الذين ينظرون إلى الإباحية هم أكثر ميلا إلى التفكير في الزنا مع العديد من الأفراد، وبصور يؤذون فيها جميع المشتركين فيه أذية جسدية ومعنوية كبيرة ، من أجل تقليد ما شاهدوه من مشاهد. إذن ليس الموضوع موضوع العلاقة الحميمية، لكنه التقليد الأعمى وهذا خطر اتباع خطوات الهلاك التي حذرنا الله سبحانه وتعالى منها.
وقد وجد عالم الاجتماع مايكل كيميل أن التخيلات لدى الرجال تتاثر تأثرا كبيرا بالاباحية، وتضطرب لديهم القدرة على إصدار الأحكام السوية، فيلومون زوجاتهم الملتزمات عند رفض تنفيذ ما يأتي في هذه المشاهد. فماذا تكون النتيجة؟ طبعًا ميل هؤلاء المجاهرين بالسوء إلى التمادي في ممارساتهم حتى يقعوا في فخ الزنا والمتعة الحرام الواهمة والزائلة.
إن الإباحية لا تظهر أي شيء يمت بصلة إلى الخير في العلاقة بين الزوجان، لكنها تظهر أسوأ ما في الإنسان عندما ينحدر إلى مستنقع الشهوة، وسبحانه القائل: (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُهَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا ( 44 ) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚإِنْهُمْإِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْهُمْأَضَلُّسَبِيلًا)الفرقان - الآيات 43-44
أين ما تظهره هذه المشاهد من الحقيقة الراقية في ديننا لهذه العلاقة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚإِنَّفِيذَٰلِكَلَآيَاتٍلِّقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ)الروم - الآية 21
هل تتوقف صناعة الوهم والضلال على ذلك فقط؟ كلا، فإنهم لم يبينوا أيضا العواقب المترتبة على ذلك النوع من الجنس الذي يمارسونه. فهم لا يظهرون الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي في حالة الزنا مع الشركاء؛ ولا يظهرون حالات الحمل السفاح و لا سرطان عنق الرحم و لا الطفيليات المعوية، و لا يظهرون لك تمزيق الجلد أو الكدمات. إن كل شيء يظهر تقريبا على ما يرام و أنهم يشعرون بالارتياح !!!!!
إن إهانة النساء و إذلالهن هو روتين في هذه المشاهد كذلك، ويمثلن النساء دور السعيدات أثناءها، فهل هذا هو الواقع؟
إن الصور هي أقوى معلم، لأنه يمكن لها أن تجمع مجموعة كبيرة من المعلومات التي يمكن للمشاهد أن يفهما بسرعة كبيرة. وبينما الكلمات يمكن تفسيرها على أنها آراء ، فإن أدمغتنا قد تميل إلى أن تفسر الصور على أنها حقائق.
أدمغتنا أيضا تتعلم بشكل أفضل عندما تكون في حالة إستثارة، وهنا قد يتعلم الإنسان الغارق في وحل الإباحية معلومات خاطئة، ويعزز هذه المعلومات لاحقًا بالتكرار ويربط ذلك بالمتع المحرمة، بالضبط كما المدمن للمواد الملموسة. وهذا كله يصنع الظروف المثالية لمسارات التعلم في الدماغ (حتى لو كان مضمون التعلم باطلًا).
نتيجة لذلك، يربط مشاهدي الاباحية رغباتهم نحو الجنس الآخر بالنظر إلى صور افتراضية و غير واقعية تحت الأضواء وبعد التعديل، و بدلا من التعلم حول كيفية بناء علاقات مع أناس حقيقيين، يشعر المستخدم للاباحية بأنه من الطبيعي و من المثير أن يبقى وحيدا أمام الحاسوب. إنه لأمر محزن.
وقال الدكتور غاري بروكس، أستاذ علم النفس الغربي الذي يدرس تأثير الاباحية على الرجال: "إن الأولاد الذين يتعرضون لهذه الصور مبكرًا يُحتمل أن تبقى التأثيرات السلبية لها معهم بقية حياتهم ".
هذه هي الحقيقة أمامك واضحة فتامل في حالك و إلى أي نقطة وصلت بسبب تلك المواد المحرمة فارجع و تب و اتركها و لا تتردد وفقك الله، فهل من تردد والله سبحانه القائل: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)- العنكبوت - الآية 7

أسرار الإباحية المأساوية
بالنسبة لمشاهدي الإباحية، يمكن أن تظهر المواد الإباحية لهم في شكل عالم من الخيال و من المتعة و الاثارة الوهمي. اما بالنسبة لأولئك الذين يشاركون في صنع المواد الإباحية فهي ليست كذلك فهم غارقون مع تجاربهم في المخدرات والأمراض والعبودية وصناعة الإتجار بالبشر وممارسات الاعتداء.
تعترف إحدى العاملات في صناعة الإباحية فتقول: "صناعة المواد الإباحية تحتاج إلى فعل شيء و كأنك ستسقط من الهاوية، شيء يصدم الجمهور. الشيء المؤكد هو أن صناعة المواد الإباحية كلها غير أخلاقية. في أثناء التصوير نتعرض للركل والضرب، ونبكي نحن ومن معنا، وفي حالتي لم أتمكن من التنفس، حيث كنت أتعرض للضرب و أختنق، و بالنسبة لهم لم يتوقفوا و ظلوا مستمرين في التصوير، واستمروا غير عابئين بنا".
إن صناعة المواد الإباحية تعمل جاهدة في سبيل الحفاظ على صورة وهمية ولكن براقة، ووراء الكاميرا يوجد الواقع، وهو العنف، والمخدرات ، و الإتجار بالبشر.
قد يعتقد الواهي الغارق في هذا العالم أن ممثلي الإباحية يستمتعون بما يفعلونه أمام الشاشات، لكن الحقيقة أنهم تحت التهديد المستمر ويتم سبهم بأبشع الألفاظ من قبل المنتجين وذلك لإجبارهم على فعل أشياء لا يقبل إنسان القيام بها أو تصورها.
تقول أحد المتعرضات لهذه التجربة السيئة: "إنه يُنظر إليك على أنك مجرد جماد، مجرد شيء، وليس كإنسان لك روح. ممثلي الإباحية يتناولون المخدرات لأنهم لا يستطيعون التعامل مع الطريقة التي يتم معاملتهم بها. خمسة وسبعون في المئة و ما يزيد عن ذلك يتناولون المخدرات لتخدير أنفسهم. هناك أطباء متخصصين في هذه الصناعة لتخديرك أكثر، حتى إنك إذا أصبت بنزلات البرد مثلا فإنهم يقومون بإعطائك أي شيء تريده لأن كل ما يهمهم هو المال. أنت بالنسبة لهم رقم . ربما يكون جسمك مليء بالكدمات و عيونك سوداء ممزقة، كل هذا لا يعنيهم".
جزء من كذب مننتجي الإباحية ليزيدوا من مبيعاتهم هو خداعهم المتمثل في إظهار أن الإباحية ترفيه مباح يقوم به ناس جذابة بإرادتهم. قد يرغب المشاهد المغيَّب أن يصدق هذا لأنه يريد أن يوهم نفسه أن الممثلين يستمتعون بما يفعلونه. ما لا يقولونه هو أن بعض من هؤلاء الناس في الحقيقة لديهم وراء الكواليس مسدسات مصوبة تجاه رؤوسهم، و أنهم إذا توقفوا عن الابتسام، فسوف تنفجر رؤؤسهم". إنهم مجرد سلعة للمنتج يجب أن تستغل بأسوأ شكل.
بطبيعة الحال فإن الإتجار بالبشر هو عمل تحت الأرض، مما يجعل الحصول على إحصاءات ثابتة صعب . لكن الحقائق بالنسبة إلى الحالات التي تظهر للضوء تقشعر لها الأبدان.
فعلى سبيل المثال، في عام 2011، تم العثور على رجلين في ميامي أمضوا خمس سنوات يستدرجون النساء إلى فخ الإتجار بالبشر، و بعد استدراجهن يقوموا بتخديرهن بالمخدرات و اختطافهن والاعتداء عليهن، مع تصوير ذلك ثم بيعه لمروجي المواد الإباحية في جميع أنحاء البلاد. في ذلك العام نفسه تم اتهام زوجين في ولاية ميسوري بإجبار فتاة معاقة ذهنيا، بالضرب والجلد والخنق والكهرباء والغرق و التشويه، للموافقة على تصوير المشاهد الإباحية.
هذه الحالات هي مجرد غيض من فيض. هناك الكثير من تلك القصص موجودة في الواقع ، ربما بعض الضحايا تكتشف أمورهم، والبعض الآخر لا يحصى عدده يعاني في صمت. كما لا يزال البعض الآخر ضحية لإجبارهم على ممارسة الزنا مقابل المال.
نظرًا لأن المواد الإباحية تجعل هذا الاستغلال الغير أخلاقي للآخرين يبدو طبيعيًا، فإنه ليس من المستغرب وجود علاقة قوية بين استخدام المواد الإباحية والميل إلى ممارسة الزنا كمرحلة لاحقة. فالرجال الذي يفعلون ذلك من المرجح أنهم قد شاهدوا أفلاما إباحية مهدت لهذه الجريمة، وبالطبع فهم قد اتبعوا خطوات الشيطان الرجيم نعوذ بالله منه أدت بهم إلى ذلك، وكانت الإباحية هي المدخل. ومع هذه الخطوات، لا يبالي أحدهم إذا كان من يمارس معها مستعبدة ومتاجر بها، لأنه يتوهم أنها تفعل ذلك برضاها بل وقد يتوهم سعادتها وهو في ضلاله، بسبب تؤثره بالوهم الذي شاهده من قبل.
إن بعض الدراسات أظهرت أن حوالي نصف من يعملن في تمثيل هذه المشاهد السيئة هن نساء متاجر بهن ومستعبدات ومجبرات.
في النهاية، الاباحية تؤدي إلى الزنا وتعد الشرارة الأولى له.
كما قرأت كم أن هذا شيئ مقزز و مفزع و مخيف حينما تعرف تلك الحقائق التي في غالب الاحتمالات كانت غائبة عنك.
مجرد قطعان من الذئاب في صورة بشر يفعلون كل شيئ قبيح مستغلين غرقك أنت في بحر الشهوة المحرمة و مستغلين ضعفك و هزيمتك ليفسدوا في الأرض ويدمروا البشر و يغوونهم، و انت رغم كل هذا في سكرة تريد أن تتجرع المزيد و تبقى سكرانا لا تفيق و لا تنتبه، كمريض هزيل مغيب .
يقول جل وعلا: " وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا " (النساء - الآية 27).
لا ثم لا ......أخي .......أختي أفيقوا انتبهوا أصرخ فيكم كفى كفى اقطع صلتك بهم و بماضيك الكئيب انفض عن نفسك ذلك الغبار و طهر نفسك من الوحل.
أفرغ على رأسك كأسا من ماء الايمان الصافي و اشرب مثله من ماء التقوى.
ارجع لربك استعن به كي يخلصك من عبوديتهم.
فهم كما يتاجرون بالبشر لينتجوا الإباحية فأنت أيضا في الواقع يتاجرون بك ليدمروك بها.
اهرب منهم و من سبيلهم استجمع قواك وهذا هو الله خالقك القوي العزيز الرحيم التواب يحب أن يراك تائبا يفرح برجوعك إليه لا تتردد قم و تطهر و قف بين يديه متذللا باكيا نادما متوسلا ان يخلصك من الذنوب و أن يتوب عليك و أن يوفقك لأن تتخلص من تلك الأغلال.
(وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)آل عمران - الآية 147
اللهم تب علينا و ارحمنا و خذ بنواصينا إليك أخذ العزيز عليك.

تاريخ الإباحية و إلی أين نحن ذاهبون ؟!
هناك دوما أعوان للشيطان و جنود له من الإنس في المجتمعات الغربية و الشرقية علی حد سواء ، هؤلاء الشياطين يدعون إلی الإباحية ، و يدعون إلی التمرد علی أوامر الله ، و الخروج عن طاعته و يزينون لأوليائهم الباطل ، ليتبعوا طريقهم و لبئس المصير ، هؤلاء يشككون في خطر المواد الإباحية و غالبا ما يدللون على صحة رأيهم الباطل بأن الاباحية موجودة منذ زمن طويل فما الجديد ؟؟!!! فقد وُجدت رسوم إباحية علی الجدران الحجرية بالكهوف القديمة و كذلك رسم الإغريق المنحلون أخلاقيا بالطبع صورا مثلها علی الفخاريات القديمة .
ما يريد أن يوصله هؤلاء لمستمعيهم هو أن الصور و الرسومات الإباحية موجودة منذ أزمنة بعيدة و لم تؤثر بشيء في المجتمع - علی حد زعمهم - لكن أي صاحب عقل سيستطيع إدراك خطورة الإباحية علی الفرد و الأسرة والمجتمع بكل سهولة و بغير مزيد من الجهد .
ثم بالمقارنة بين تلك الأزمنة و زماننا سنجد أن الإباحية حينما اُستبيحت لدی البعض منذ القدم و حتى الآن و تُرك هؤلاء يصنعون ما يحلو لهم عبر تلك الأزمان ماذا حدث ؟
فقد تطور الأمر من رسومات علی اللوحات القديمة و على المزهريات الطينية إلى تيار لانهائي من أشرطة الفيديو التي تصور الأعمال المشينة و الحقيرة على مدار الـ24 ساعة خلال اليوم بكل سهولة علی جهاز محمول .
و لكن ما الذي تغير ؟
مثل معظم التحولات الثقافية الكبيرة، فإن شيئا لم يحدث بين عشية و ضحاها، فالغرب المتحرر من قيود الدين و العفة و الحياء في غالبه كان قبل العام 1953 نوعا ما حاله غير بعدها.
نعم كان هناك انحلال لكن ليس بهذه الصورة البشعة التي نعرفها عنهم الآن
و لكن لماذا العام 1953 ؟
في هذا العام قام شخص أمريكي يدعیهيو بنشر أول نسخة من مجلة إباحية.
سبق نشر تلك المجلة بخمس سنوات نشر كتاب أثار الجدل في المجتمع الأمريكي وقتها لشخص يسمید.ألفريد تكلم فيه بوقاحة عن الحياة الجنسية و هذا الكاتب كان أول من تكلم علنا عن الجنس بهذا الشكل الذي لم يعهده المجتمع الأمريكي من قبل و لكم أن تتخيلوا لم تلق كتاباته القذرة تلك قبولا لدی الناس و أصبحت كتبه رهينة الأرفف.
استفاد هيو من هذا الاتجاه في مجلته ، لتحقيق أقصى قدر من المبيعات، و بتفكير إبليسي بدأ ينشر مقالات ألفريد إلی جانب الصور الاباحية ، حتی يقدمها و كأنها مقالات علمية لرجل يُقدم علی أنه عالم و بهذا يكسر حاجز الرهبة و الخوف لدی الناس فيزداد الإقبال و تزداد المبيعات فتظهر و كأنها شيء لا يُستحيى منه و بالتدريج اعتاد الناس علی ذلك .
ثم حدث التحول الكبير ، عندما بدأت أجهزة الفيديو في الظهور لمستخدمي الاباحية، و هذا يعني أنه بدلا من الحاجة إلى الذهاب إلى دور السينما خلسة ، كل ما كان عليهم القيام به هو الذهاب لتأجير الأفلام و مشاهدتها .
ثم غير الإنترنت كل شيء
مرة واحدة ظهرت الاباحية على شبكة الإنترنت، و فجأة وجد الإنسان نفسه بضغطات قليلة بأصابعه متصلا بالإنترنت ثم يجد معظم المواد متاحة، و انفجرت صناعة الاباحية على الانترنت.
فبين عامي 1998 و 2007، ارتفع عدد المواقع الإباحية بنسبة مهولة عياذا بالله تخيلوا وصلت إلی 1.800%.
ووفقا لدراسة أجريت عام 2004 عن حركة البحث على الإنترنت في شهر مايو من ذلك العام ،توصلت إلی أن زيارة المواقع الاباحية كانت ثلاث مرات أكثر من جوجل، وياهو، و إم إس إن مجتمعة.
والإباحية للأسف لم تعد من وراء شاشة الكمبيوتر و حسب فالآن الاباحية أصبحت متاحة بشكل أكبر ، و بأسعار معقولة ، و بصورة مجهولة عن أي وقت مضى ، و أكثر الناس في أمريكا قد أصبحوا مدمنين و أصبحت الاباحية هناك نافذة في كل جانب من جوانب حياتهم .لدرجة أن بعض ألعاب الفيديو تحتوي عريا كاملا . و تلصق على ألواح التزحلق على الثلج الصور الإباحية و تسوق للمراهقين ، حتى أصبحت لعب الأطفال أكثر جنسية كذلك ، شيء مقزز و مخيف حقا .
و قد تأثرت البرامج التلفزيونية و الأفلام بأمريكا أيضا ، حيث إن المنتجين و الكتاب يعرضوا المشاهد المشينة للحفاظ على انتباه الجمهور الذي اعتاد على الاباحية.
فبين عامي 1998 و 2005 قد زادت عدد المشاهد الفاحشة على التلفزيون الأمريكي إلی الضعف تقريبا. وفي دراسة أجريت في عام 2004 وعام 2005، أظهرت أن 70٪ من 20 برنامج تليفزيوني غالبا ما يشاهد من قبل المراهقين به محتوى مسيء .
و كلما أصبح المجتمع مشبعا جنسيا، فإن المزيد من صانعي الاباحية يضخون أصعب و أصعب المواد للتأكد من أن مستخدمي الإباحية باقون في حالة استثارة نسأل الله العافية .
كتب الدكتور نورمان دويدج ، في كتابهالأخير " الدماغ الذي يغير نفسه" [ "ثلاثون عاما مضت" و صانعي الإباحية ينشرون كل ما هو فاضح و حقير و انتشرت الصور الشهوانية و أصبحت الآن تظهر حتى على وسائل الإعلام السائدة طوال اليوم، في كل شيء، بما في ذلك مقدمات البرامج التلفزيونية ، وأشرطة الفيديو ، والمسلسلات التلفزيونية، والإعلانات، وهلم جرا. اليوم، لدى الناس الإنترنت عالي السرعة ، و هو كصنبور معهم طوال 24 ساعة في اليوم. فقد كان منذ زمن ليس ببعيد جهاز كمبيوتر واحد مشترك في كثير من الأحيان لجميع أفراد العائلة فأصبح الآن هناك جهاز كمبيوتر محمول ربما لكل فرد ، بالإضافة إلى الهواتف الذكية ، و مع إطلاق نظارات جوجل، فإنه من الممكن الآن أن يكون لها شاشة بتقنية الإنترنت أمام أعيننا تقريبا كل دقيقة من اليوم فكلما ارتفع توافر الاباحية، زادت آثاره المدمرة على الدماغ و العلاقات و المجتمع ]
كما كتب المعالج جون وودز في الآونة الأخيرة يقول : [ إدمان المواد الإباحية لم يعد مجرد مشكلة خاصة ، بل هو مشكلة صحية عامة ".
هكذا رأينا كيف أن شرع الله إذا نُحي و المنكر لم يُنكر و تُرك استشرى الفساد و انتشر و تحكم و طغى ، و يصعب بعد ذلك ازالته و ازالة آثاره المهلكة ، فلو ضُرب على أيدي العصاة و الفجار و ما تركوهم بدعوى الحرية و التعددية الفكرية و غيرها من الترهات ما وصل العالم إلى ما فيه الآن من ضياع و تفكك و انحلال ، فانظر إليهم الآن يصرخون من ويلات الإباحية .
*فمن الآثار المترتبة على ترك هذه الفريضة فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ***
يقول ماهر السيد : من الأمور التي لا مراء فيها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا فشا في الأمة وارتفعت راياته تميزت السنة من البدعة، وعرف الحلال من الحرام، وأدرك الناس الواجب والمسنون، والمباح والمكروه، ونشأت الناشئة على المعروف وأَلِفَته، وابتعدت عن المنكر واشمأزت منه، ونُكِّست رايات النفاق، وانزوى أهل الباطل.
والعكس بالعكس: إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعُطِّلت هذه الشعيرة؛ فويلٌ يومئذ للفضيلة من الرذيلة، وويلٌ لأهل الحق من المبطلين، وويلٌ لأهل الصلاح من سفه الجاهلين وتطاول الفاسقين.
1- **ترك الأمر بالمعروف من صفات المنافقين:***
قال تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)[التوبة:67].
2- **عموم العقاب:***
إن فشو المنكرات وكثرة الخبث لمنذر بعموم العقاب:
لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال:" نعم، إذا كثر الخبث".
وقال:"ما من قومٍ يُعمل فيهم بالمعاصي هم أكثر وأعز ممن يعمل بها ثم لا يغيرونه؛ إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب". [حسنه الألباني في الصحيحة].
3-إن شيوع المنكرات يطفئ جذوة الإيمان؛ فتموت الغيرة على الحرمات، وتسود الفوضى، وتنتشر الجريمة، ويحيق بالقوم مكر الله:
"والذي نفسي بيده! لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليُوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم".[الترمذي. وقال: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني].
4- **اللعن والإبعاد من رحمة الله: ***
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة:78، 79]
5- **الغرق في أوحال الفاحشة والرذيلة والعقوبة:***
"مثل القائم على حدود الله والواقع فيها؛ كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا". (البخاري)
وفي قصة أصحاب القرية المذكورة في سورة الأعراف خير شاهد على هذه الحقيقة.
و بالجملة؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للأفراد والمجتمعات، كما قال سفيان رحمه الله: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر، أرغمت أنف المنافق".وإن ترك هذه الشعيرة ضياع للأفراد والمجتمعات. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء.انتهى كلامه
و لكي نثبت خطورة ترك الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و بالأرقام تعالوا نستعرض سويا إحدى الإحصائيات لنرى إلى أين وصل العالم العربي و الإسلامي في متابعة الإباحية نسأل الله العافية ففي عام 2012 و بالإستعانه بأشهر مواقع تحليل زيارات صفحات الأنترنت" أليكسا " لمعرفة أكثر الدول دخولا الى أحد أشهر المواقع الإباحيه تبين تصدر الولايات المتحده لعدد الزيارات الى هذه المواقع تليها إيران ثم الإمارات ومصر والبحرين والكويت بالمرتبهالسابعه تليها قطر بالمركزالعاشر و السعوديه بالمركز الحادي عشر علما بأن هناك رقابه صارمةوحجب للمواقع الإباحيه في كل من الكويت والسعوديه البلد الذي يتصدر قائمة الدول الأكثر حجبا للمواقع .
لما قرأت تلك الإحصائيات تذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم
و هو علم من أعلام نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم، يبين فيه صلى الله عليه وسلم حال كثير من هذه الأمة في اتباعهم سبيل غير المؤمنين، ومشابهتهم لأهل الكتاب من اليهود والنصارى حيث جاء في الحديث: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ" [ البخارى]
كناية عن شدة الموافقة لهم في المخالفات والمعاصي لا الكفر،و هو دال على كمال المتابعة. ثم إن هذا خبر معناه النهي عن اتباعهم و عن الالتفات إلى غير الإسلام لأن نوره قد بهر الأنوار وشرعته نسخت الشرائع، وقوله: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه" مبالغة في الاتباع لهم، فإذا اقتصروا في الذي ابتدعوه فستقتصرون، وإن بسطوا فستبسطون حتى لو بلغوا إلى غاية لبلغتموها.
والواجب على المسلم أن يلتزم شرع الله تعالى، وأن يتبع سبيل المؤمنين، ويترك مشابهة الكافرين، وأن يعلن الولاء للإسلام وأهله، وأن يتبرأ من الكفر وأهله.
و سبحان الله فقد خص رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم جحر الضب لشدة ضيقه ورداءته كما هو معلوم عنه فطريقهم ضيق و رديء و منتن كما ترون .
فالمسلمون إن لم يأمروا بالمعروف و ينهوا عن المنكر كل بما يستطيع بداية من الحكام و حتى أقل فرد فيهم سنهلك جميعا و ستغرق السفينة و سيعم العقاب تلو العقاب حتى نرجع و نعود و ما إعصار توسينامي منا ببعيد و لعلكم تذكرون ما فعله بدول عدة و خاصة بشواطيءإندونسيسا منذ عدة سنوات كل هذا بسبب المعاصي . و أنت أخي و أنتِ يا أختي و اجبكم كبير تجاه أسرتكم أولا من منع المنكرات في البيوت و مراقبة و متابعة أولادكم ثم المجتمع من حولكم .
و السؤال الآن هل نحن أحسن حالا من الغرب أم ماذا ؟
كنت أتحدث إلى صديق عن هذا الأمر فقلت له نحن أحسن حالا من الغرب بالنسبة لانتشار الإباحية ، فقال لي : كيف و نحن مسلمون ؟؟؟!!! فعندما نقارن مجتمعا من المفترض أنه يطبق تعاليم دينه الإسلامي و مجتمع آخر علماني ليبرالي فالوضع في المجتمعات الإسلامية حينئذ يجب أن يكون أحسن من ذلك بكثير بل إننا للأسف أسوأ حينما نضع اعتبار كوننا مسلمين قلت له : صدقت ، و نسأل الله السلامة و العافية .

ماذا أفعل لو علمت أن ابني يشاهد موادا إباحية ؟
==========================
خطوات عملية لحل تلك المشكلة التي كثر السؤال عنها في الآونة الأخيرة :
----------------------------------
1. إن التربية منذ الصغر هي اللبنة الأولى في تقويم سلوك الأبناء بزرع الوازع الديني والأخلاقي وخلق الضمير لديهم و القدوة الحسنة فلا معنى أن ينهى الأب ابنه عن الجلوس لساعات أمام الكمبيوتر، والأب يفعل ذلك.
2. أولا إذا كنت شاكا أو ربما يكون موقع قد وقع عليه أثناء البحث بالخطأ و ليس عمدا أو أنه لم يقع بفضل الله في مثل هذا فتكلم معه في موضوع (الإنترنت)، و قُم بتوجيهه بدون ما تُشعره بأنَّك تَعلم شيئًا، و أنَّه إذا لم نستخدمْ هذا الجهاز في المفيد، فإننا سنجلب على أنفسِنا مشاكلَ نفسيَّة واجتماعيَّة عديدة نحن في غِنًى عنها! وأنَّ هناك (أفلامًا خليعة) لا بدَّ أن نبتعدَ عنها؛ لأنها تؤذينا دِينيًّا وخُلقيًّا، وتؤذي صحَّتنا، فلا بدَّ أن نبتعد عنها و لا يصح أن تقول بالطبع مثل هذا الكلام و أنت تسمح بمشاهدة الأفلام في بيتك و المسلسلات و الأغاني و العياذ بالله ، واجعل له جلسة كلَّ أسبوع، تَكلَّم معه عنِ الأضرار والأمراض التي تجلبها الأفلامُ والصور، وإنْ شاء الله سيبتعد عنها تدريجيًّا (بترهيب) مِن عدم رُؤيتها؛ لأنَّها ستغضب الله و ستورث له الأمراض!
3. كن على علم أن بعض الأولاد لمن هم في بداية المراهقة كسِنِّ الثالثة عشرة ، يبدأون مراهقةٌ مبكِّرة فيبحثون عنِ الاستقلال و الذاتية، ويكونون في حاجةٍ إلى الصداقة والمصاحبة، ويحبون الاحتفاظَ بأسرارِهم الشخصيَّة (لاب توب –computer – النت – المحمول).
4. و إن كنت متأكدا ففي الغالب يكون هذا بدافع الفضول فهو مثلا قد سمع أصدقاءه يتكلمون عن مثل هذا فشاهدها بدافع الفضول فلا تستخدم العنف معه و كن إيجابيا و لا تمن عليه فتقول أنا تعبت في تربيتك و أنا و أنا .......... هذا سيضر و لن ينفع ، قل له أنك تثق به و بحبه لله و خوفه منه و أن ثقتك به لم تهتز و لم تتغير و اهمس في أذنه وقل له أنا أحبك أنا أثق في أخلاقك و أنك لن تكرر ذلك ثانية .
5. يفضل أن تصطحبه إلى مكان هاديء خارج البيت أو داخله و اجلس معه و ضمه إليك و قبله و قل له أنك اكتشفت كذا و كذا و استمع منه ما الذي جعله يشاهد تلك المقاطع السيئة؟؟؟
6. اعلم أنه بشر، والبشر يخطئون ويستغفرون ، والله سبحانه وتعالى يقبل التوبة ويغفر الذنوب، ويبدل السيئات حسنات إذا تاب الشخص وأخبره بذلك .
7. انقُل له الخبرةَ له مِن حكاياتك، و قم بتعليمه أنَّ الإنسانَ قد يقع أحيانًا في ذنوب خفيَّة و عَظيمة، ولكن مِن السهل أن يتركَها بتوبةٍ إلى الله واستغفار، وأنَّ الإنسان إذا لم يتُبْ فسوف يَناله سخطُ الله، ومِن ثَمَّ سوف يسخط عليه الناس، وأنَّه سوف يَفشل في تحقيقِ أهدافه.
8. و اعلم أنك مهما كنت لتفعل فإن ولدك و مع وصوله لمرحلة المراهقة كان سيتعرض لما حدث معه بشكل أو آخر، فبالرغم من الصدمة الكبيرة التي تعرضت لها مما اكتشفت، اطمئن لهذا، فليس مؤشراً إلى أن ولدك سيئ أو لا خلق له.
ومن المفيد كذلك أن لا تغيّرنظرتك لهذا الابن، فهو لم يتغيّر لمجرد أنه تعرض لهذا الأمر، وهو في البداية لم يسع إليه، إنما تعرض له من دون إرادة منه، ومن بعدها فعل ما فعل من باب حب الاستطلاع.و لكن احذر ان تتحمل أنت بشكل او بآخر وقوع ابنك في مثل هذا .
9. انتهز هذه الفرصة فهي فرصة مناسبة للحديث الواعي والهادف معه،فهذا الحديث ربما لم يكن ممكناً من قبل لأنه سيبدو على أنه غريب تماماً، بينما الآن هو الوقت المناسب ليتحدث والده معه في مثل هذه الأمور.و كمعظم الأسر عندما كان أصغر كنتم تتحدثون معه عن "الحلال والحرام" وغيره من الأمور، والآن و هو في هذا العمر يمكن أن تتحدثوا معه في الأمور الجنسية وغيرها، والتي تهم الشاب المراهق في هذا العمر، والحديث بشكل أقرب للواقع وتحدياته، وليس كلاماً نظرياً فيما يجوز وما يحرم، ولتكن هذه أيضا فرصة مناسبة ليطرح الابن عليكم وخاصة على أبيه بعض الأسئلة و المواضيع التي تشغل بال الشباب المراهق، وربما هذه أيضاً فرصة مناسبة للتقارب الأكبر بين الابن وأبيه. هذه فرصة ذهبية مناسبة لإنزال التربية السابقة و الحديث بينكم وبين أولادكم على أرض الواقع، والربط بين مقدمات الحلال والحرام و بين المواقف العملية التي تفرض نفسها علينا وعلى أبنائنا في هذا العصر الحديث.و لا شك أن السماح له بمشاهدة العري و النساء المتبرجات في التلفاز هو من أسباب دفع المراهق و غيره إلى البحث عن المواد الأكثر تطرفا لأنه قد تعود على النظر إلى الحرام فكن على يقين أنك إذا سمحت بتلك المواد التليفزيونية في بيتك فإن هذا سيهلك الأولاد و البيت كله فكن على بينة من أمرك .
10. ويتوجب أن يعرف الأب والأم في البداية كل الأخطار المترتبة على الصور والمشاهد الإباحية من الناحية النفسية والجسمية، عن طريق البحث في موقعنا ، وحصر كل الأضرار، وترتيب الأفكار قبل الدخول مع الولد أو البنت في جلسة حوار، لكي يستطيع الأب أو الأم السيطرة على موضوع الحوار، وتحقيق أهداف ذلك الحوار نهاية الجلسة؛ لأنّ من أعظم أسباب فشل الحوار بين الأب وابنه أن يبدأ الأب الحديث في موضوع ليس لديه معلومات كافية وحجج مقنعة للإبن، وبالتالي يلجأ الوالد لأسلوب العنف؛ لأنّه فشل في أسلوب الحوار مع ابنه.
11. أؤكد عليك أن توضح له من خلاله المخاطر الناتجة عن مشاهدة الصور و الأفلام الخليعة ، و ما تسببه من أمراض نفسية و عضوية لا تحمد عقباها و هذا ما ستجده بالتفصيل بموقعنا فاقرأه و انقله له بصورة يفهمها.
12. قم بمتابعة سلوكياته، وتقويم أخطائه أولاً بأول، بأسلوب الحوار البناء الذي يقوي جسور التواصل بين الولد و والديه، ليصبح الابن قادراً على مصارحة والديه بكل ما يستجد عليه من مواقف لم تكن مألوفة له في السابق، ويتناقش مع والديه بكل أريحية و اطمئنان، و إياك و القسوة و الجفاء مع الابن أو البنت حال وقوعهم في أي خطأ، خصوصاً إن كانوا في سن المراهقة، حيث إنّ تلك المرحلة العمرية لها من اسمها نصيب، فهي "مرهقة" جداً للشاب والفتاة، وهما في أمس الحاجة لمن يقف بجانبهم، واستيعاب حالتهم، ومراعاة ظروفهم النفسية السيئة أثناء هذه المرحلة.
13. أمَّا عند الكلام معه، فبلا شك كلمة حرام و عيب مهمة لكن أيضا لا تهمل التركيز على المخاطِر والأمراض التي ستُهاجم جسدَه في السنوات القادِمة، وذلك بشكل جميل وقريب، نصِل إلى المطلوب مِن إيصال المعلومة، ولا نستخدم الكلمات البذيئةَ؛ لأنَّنا كلما نفرناهم ونهيناهم وشدَّدنا عليهم بالحُرمة فقط ، ستكون النتيجة عكسيَّة، وسيتمسَّكون بما هم عليه مِن أخطاء و معاصٍ؛ ولكن كلَّما كان الأسلوب طيبًا ومحبَّبًا، ومبطَّنًا بالحب والخوف، كان هناك رِدَّة فِعل إيجابية، إن شاء الله تعالى.
14. قم بالتوضيح للولد أنّ الشيطان يزين تلك المشاهد في نفوس البعض، ليغمسهم بها في نار جهنم، وأن الله سوف يحاسبنا على كل ما نعمل، مع تذكير الابن بالموت وساعة الرحيل من الدنيا التي لا تأتي إلاّ فجأة، فهل يرضى أن يموت وهو يشاهد تلك الصور؟، وهل يرضى أن يجدها أهله في جواله بعد مماته؟.
15. و لا شك أن الابن في حاجة الآن بالإضافة للحديث والدردشة، يحتاج لا أقول للـ"المراقبة" وإنما أفضل كلمة "المتابعة" أي متابعته عن قرب لضمان سير الأمور بالشكل السليم، وللتأكد من استقامة السلوك، سواء من ناحية المواقع على النت، وطبيعة الأصدقاء، والأنشطة التي يحضرها وتشغل باله، ولا يتأتى كل هذا إلا من خلال التعايش والحياة اليومية والاختلاط بين أفراد الأسرة..
16. لابدَّ مِن المتابعة السريَّة لما يتمُّ فِعله على (الكمبيوتر)، وبدون أن تُخبره أنَّك تراقب جهازَه؛ لأنَّ هذا سوف يجعله يبحث عن مصدرٍ آخر، وليكن خارجَ المنزل، وسوف تتصاعَد المشكلةُ، فاغرس فيه المراقبةَ بشكلٍ غير مباشر: يَعني مثلاً: قل له: لو سمحت أعْطني تليفونك أتَّصل، أو أنا نفْسي أرى موضوعًا ما على (الكمبيوتر)، بالتعريض من غير كذِب.
17. وأنصح بجزءٍ خفيٍّ، ومِن غير عِلمه تمامًا، راقبه بحبٍّ؛ لتحدِّد موضعَ الخلل، وتعالجه بطريق غير مباشر.
18. و هناك مشكلة من مشاكل وجود الانترنت و هي مشكلة الصور الخليعة الفاجرة على الجهاز ، وهذه الصور ربما تأتي بغير قصد على الجهاز، فربما تفتح موقعا عاديا غير ملتزم ، وتأتيك مثل هذه الصورة كفتحة إجبارية كنوع من الدعاية لتلك المواقع الفاجرة ، ومن الممكن منع ظهور هذه الصور بسهولة عن طريق شيئين، أولهما تعديل اختيارات بحث جوجل ليتم التعامل مع الصور بالوضع الآمن المتحفظ من خلال رابط خاص على صفحتهم يسمى "تغيير إعداد البحث الآمن"، وثانيهما بتنزيل برنامج على الجهاز ويمكن إيجاده بسهولة على شبكة الانترنت ويسمى "برنامج منع المواقع الإباحية" ومن أشهرهم برنامج "anti-porn"، فيمكن لهذا البرنامج أن يمنع ظهور أية صفحة فيها صورة فاجرة.
19. مع إقراري بخطر الصور الخليعة والفاجرة و عظم ضررها على المسلم صغيرا أو كبيرا رجلا أو امرأة إلا أني لا اعتبرها أخطر ما في الانترنت ، إنما الخطر أيضا الشديد و التخوف الأكبر يأتي من إدمان برامج الحوار (الشات) وهي التي تستطيع أن تجعل من بعض الأبرياء الأبرار يتحولون إلى أشقياء فجار بعد فترة من اعتيادهم لها و تنازلهم يوما بعض يوم، فالشات أغلبه كذب صريح أو مستتر في المعلومات والأفكار والسمات والمشاعر، فالشيخ الفاني يضع صورة لشاب وسيم، والعجوز الشمطاء تدعي أنها فتاة صغيرة باهرة الجمال، والفقير يدعي الغنى والقاسي القلب يدعي أنه ودود ولطيف، ومعظم هؤلاء يكذبون ويعلمون أنهم يكذبون ويعلمون أيضاً أن من أمامهم يكذبون ولكنهم يعيشون في وهم يصنعونه بأنفسهم.هذه هي النقطة الأشد خطراً والتي يجب التصدي لها والتخوف منها والحرص على عدم وقوع الزوجة والأبناء فيها.
20. ولهذا لابد من تقنين ومتابعة الإنترنت للجميع للأبناء والزوجة؛ فهذا واجبك الذي سيسألك الله عنه.
21. يجب وضع جهاز الكمبيوتر - إن كان ثابتا - في مكان عام كالصالة مثلا و ليس في غرفة مغلقة وأن يفتحه من يفتحه أمام الجميع دون أن يستتر بما يراه أو يفعله، وتكون المشكلة أصعب إن كان الجهاز محمولا أو صغيراً لوحياً أو من هاتف محمول فحينها تكون الأمور أكثر صعوبة فحينئذ يجب أن تكون هناك رقابة من بعيد، ولا يشعر الأب ابنه بأنه يراقبه ، و يجلس لحاسوب الابن؛ لإنجاز بعض الأعمال، فهذه فرصة لتنبيه الابن بأن خصوصيته يمكن أن تخترق، وسيشعر بالعار والخزي لو اكتشف والده بأنه يشاهد مواقع إباحية.
22. فأنصحُكم بألاَّ تتركوه وحدَه على الإطلاق، و دائمًا اجلسوا معه، ولا بدَّ مِن نقل الجهاز (الكمبيوتر) إلى غرفة المعيشة كما ذكرنا ، و لا نتركه في غرفته الخاصَّة مُغلَقة الأبواب، أو عندما تَرونه يجلس بمفرده على الجهاز أحضر أنت كتابًا و قم بقِراءته بجانبه، فلا تؤهلوا له المكان و البيئة الفاسدة، التي لا يوجَد عليه رقيبٌ، ولكن عندما يكون هو والجهاز أمامَ عينيكم ، فهذا أفضل وآمن له مِن مخاطر الخَلوة.
23. لا شك أن الإنترنت في حياتنا صار ضرورة حياتية للكثير منا و أصبح منعه أو عدم توصيله لا يعتبر حلا ناجعا و ناجحا لمشكلاته و لكن إذا وجدت ولدك أو حتى أنت قد أصبحتما خارج السيطرة فافصل الانترنت تماما فترة من الزمن حتى عودة التوازن إليه و بناء قوة إيمانية داخلية تحميه من خطره إلا إذا كان هو سبب من أسباب رزقك مثلا فابقه مع الاحتياطات التي ذكرناها.
24. إن كان هناك مواقع تواصل إجتماعية يجب أن يكون البريد واحد و معلوم و كلمة السر فيه معلومة لكي يكون حسابه معلوم للجميع دون خشية، فالخشية هنا و إخفاء كلمات السر هي موضع شك وريبة، و إنشاء بريد آخر غير معلوم بياناته يدخل به الإنسان على تلك البرامج موضع شك وريبة فالأصل أنه لن يتتبع أحد أحدا و لن يتدخل في خصوصياته، و لكن الريبة تكمن في التخفي والاستتار، وليكن كل شيء في النور لا الظلام.و عليك أخي ان يكون لك حساب على الجي ميل و سجل به الدخول على اليوتيوب في كل أجهزة العائلة الجوال و الحاسوب و من خلاله تستطيع بعد ذلك من جوالك أو حاسوبك البحث في تاريخ المشاهدة لليوتيوب عن كل ما تشاهده الأسرة من خلاله و كذلك ضبط إعدادات اليوتيوب على الوضع الآمن .
25. يتم الحذر من أدوات التحدث بالصوت أو الصورة "المايك والكاميرا" فوجودها واستعمالها مع الغرباء ضار ومريب، ويمكن السيطرة عليها إن كانت منفصلة، أما إن كانت مدمجة كما في الحواسب المحمولة فيجب الانتباه لها.
26. اقترب من الأبناء والبنات، خاصةً في بداية سنوات المراهقة، و اغمرهم بالحب والعواطف أكثر من الأطفال الصغار، فنحن في مجتمعنا مع الأسف الشديد نعطي الحب الشديد للابن أو البنت منذ ولادته، حتى يصبح عمره سبع سنوات، ونبدأ في إخفاء مشاعر الحب، وربما يقول البعض إنّه لم يقبل خد ابنه أو ابنته منذ أن اصبح عمره (10) سنوات، وهذا الجفاء وإخفاء المشاعر يجعل الولد أو البنت يشعر بجوع عاطفي وهو بأمس الحاجة للعاطفة أكثر من العواطف التي كان ينعم بها في سنوات عمره الأولى؛ مما يوجب على الأم والأب عدم إخفاء مشاعر الحب لأبنائهم وبناتهم حتى نهاية سن المراهقة
27. على الأم والأب عدم إخفاء مشاعر الحب لأبنائهم وبناتهم حتى نهاية سن المراهقة، والقرب منهم، ومحاولة إشغال أوقات فراغهم، إما بإلحاقهم في حلقات تحفيظ القرآن أو تسجيلهم في نواد رياضية، وتشجيعهم على أن يكونوا أبطالا في المستقبل وتعزيز الثقة بالنفس لديهم، لكي لا يصبحوا فريسة للفراغ.
28. و لا بدَّ أن يكون هناك صداقة متينة ونقاش، ولا نكتفي فقط بتعليق وتوجيه؛ بل نُصادقهم ونتقرَّب منهم.
29. و عليك أن تعيد النظر في علاقتك ببيتك وأبنائك، و راجع مدى قربك منهم، فإن كنت مقصراً في هذا الجانب فيتوجب عليك القرب منهم، وتلمس احتياجاتهم، والبحث لهم عن بدائل مفيدة، يشغلون بها أوقات فراغهم، بدلا مثلا من تركهم فريسة للتلفاز و أفلامه و مسلسلاته و كليباته الإباحية فربما كان الولد يعاني مشاكل دراسية أو نفسية أو اجتماعية، وأنت آخر من يعلم، وكذلك يجب على الأب أن يعيد النظر في علاقة أولاده بمن يحيطون بهم من أصدقاء، فربما يكون من اصدقائه من يزودهم بهذه الصور لغرض إفسادهم، وإذا توصل الأب لمعرفة مصدر الصور يحذر الشخص المقصود من إفساد أولاده ويحذر ابنه من مصاحبتهم .
30. و اعلم أن للرجل قوامة في بيته له أن يتابع زوجته وأبناءه في كل ما يفعلون، وليس في ذلك نوع من الاتهام، بل هو نوع من قيامه بواجبه الشرعي الذي أمره الله به حين قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وعليه فلابد وأن يقوم بذلك الواجب، وقد لا يتم هذا الواجب إلا بالتحاقك بدورة لتعليم الانترنت إذا كان لا يعلم كيف يدار الانترنت، فأظن أنك لابد و أن تتعلمه حتى تقوم بدورك وقوامتك
31. قبل كل شيء إذا أراد الإنسان أن يقوم أسرته فعليه بداية أن يلزم نفسه بتقوى الله سبحانه، فتقوى الله هي الأساس لصلاح الذرية كما قال الله سبحانه: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً}، ويجب أن يعلم كل إنسان أن الله يحفظ العبد المؤمن في ذريته ويعاقب المسيء – إن شاء - بأن يريه في أهله وذريته مثل ما كان يتعامل مع حرمات الله وأعراض الناس.
32. قبل كل شيء وبعده وأثناءه يجب استمرار التربية الإيمانية للأبناء، لأنه مهما بلغ الإنسان مبلغه في المراقبة والمحاسبة يستطيع أي إنسان أن يغافله ويفعل أي شيء فلا نتيجة إلا باستدامة الطاعة والحث عليها وكثرة تذكير الأهل والأبناء بتقوى الله وبفعل الصالحات وبترك المنكرات وتذكيرهم دوما بعاقبة المحسن والمسيء أمام الله عز وجل فهو العاصم من كل خطر وضرر، وبعد ذلك التوكل على الله والدعاء أن يحفظ الله ذريتنا فهو ولي ذلك والقادر عليه.
33. أوؤكد مرة ثانية على ضرورة إشغال وقت فراغ الابن بهواية مشتركة، وألا يكون مطالعة الإنترنت هو الهواية الوحيدة له، ويفضل هواية خارج البيت.
34. محاولة التقرُّب منهم والجُلوس معهم، ومتابعة الأفلام المفيدة والمسلية، والحديث في حوارات نافعة تُفيدهم، وممكن فتْح نِقاش مع الوالدة أمامَه على كيفية مواجَهة أي شخْص يُشاهِد أشياءَ مخالفةً مع إعطاء أمْثلة، ولكن يتمُّ ذلك بدون أن تُوجِّهي له كلامًا مباشرًا.
35. حمل مقاطع صوتية دينية تشتمل على قصص و عبر مؤثرة تناقش مثلا عاقبة الذنوب و خطورة صديق السوء و قم بتشغيلها أثناء ذهابكم لأي مكان بالسيارة فهي فرصة طيبة من الممكن أن تتكرر لمدة كافية إسبوعيا و بدون فرض على الولد بل و كأنها جاءت عفوية فيعتاد ذلك كلما ركب السيارة تشغل المواد الصوتية النافعة بدلا من الغناء الذي هو مزمار الشيطان .
36. تنبيه الابن بعدم فتح الرسائل مجهولة المصدر، وكذلك الروابط التي تصل بطريقة عشوائية.
37. ربط الابن بأسرته وخاصة أخواته البنات، واستشعار معنى الشرف وبأن لديه أخوات يجب أن يحافظ عليهن بمحافظته على سمعته، وكذلك عدم الانجرار وراء مغريات فتيات أخريات عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
38. زرع الرقابة الشخصية داخل نفس الابن منذ الصغر، وذلك لا يتأتى إلا بالثقة المتبادلة والتربية القويمة وعدم الشك في تصرفاته.
39. تابع أصدقاءَه و تحاور معه عن صِفاتهم واهتماماتِهم، ووطِّد علاقتَك بأولياء أمورهم للاطمئنان عليهم، و عدَم إعطائه فرصةَ التعرف على آخرين مجهولين.
40. تَحدَّث معه دائمًا عن مراقبةِ الله.
41. - مُناقشة الهمومِ والأسرار دائمًا برُوح الحبّ.
42. إعطاؤه قدْرًا مِن الثقة المتبادلة.
43. - حكاية بعضِ الأسرار له وائتمانه عليها، فيبادلك بأسرارِه.
44. - التركيز على الإيجابيات + عدم المقارنة + عدَم الاستهزاء + الثناء عليه والفخْر به.
45. - المتابعة القائِمة على دَعْم الثِّقة بالنفْس، وليس الخوف عليه مِن التفلُّت أو الانحراف.
46. حاول الاستماع له أكثر ممَّا نوجِّه له الكلام.
47. - التدريب على مهاراتِ اختيار الأصدقاء، وتوضيح أنَّ هناك أصدقاء لديهم صفاتٌ سيِّئة، ولا بدَّ علينا مِن الابتعاد عنهم
48. تَكليفه ببعضِ المهامِّ التي يُخرِج فيها جهدَه؛ ممَّا يُثبت مِن خلاله القدرةَ على المسؤوليةِ، والاشتراك له في ألعاب رِياضيَّة جماعيَّة ككرة القدَم، بحيث يَشغَل وقتَه على قدْر المستطاع
49. الثناء والتقدير للنجاح في أيِّ جانب، والتركيز على الإيجابيات لا السلبيَّات
50. - الخروج والفُسَح والتآخِي، لا الأوامر.
51. تقوية الجانب الإيماني و خاصة الصلاة فلا تهاون فيها أبدا و في المسجد فهو الحاضنة التي ستنقذه كلما حاد عن طريق الله ." اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " [العنكبوت:45].فبيَّن جل وعلا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء وتنهى عن المنكر، فمن أقام الصلاة كما أمر الله نهته بلا ريب عن الفحشاء وعن المنكرات، فهذا أمر لابد منه.
52. و إذا كبر و شب فسارع إلى زواجه و اجعل هذا هدفا له قل له اصبر حتى تتزوج و عاونوه بكل ما تقدروا عليه و الله سيعينكم على ذلك ففي الحديث الصحيح قال رسول الله : " ثلاثةٌ حقٌّ على اللَّهِ عونُهُم: المُجاهدُ في سبيلِ اللَّهِ، والمُكاتِبُ الَّذي يريدُ الأداءَ، والنَّاكحُ الَّذي يريدُ العفافَ"
53. ونختم حوارنا بخلاصة الكلام لابد من وجود لغة الحوار مع أبنائنا،الحوار المفقود بين الأباء و الأبناء لابد أن يكون بيننا صداقة متينه ونقاش و لا نكتفي فقط بتعليق وتوجيه بل نصادقهم ونتقرب منهم أفضل من أن يجدوا ضالتهم في الماسنجر مع محترفين في الإيقاع بهم في المحرمات.
54. و ليحرص الأب أن لا تنتهي جلسة الحوار إلاّ بوعد صادق بعدم تكرار مثل هذه الأفعال؛ لما لها من أضرار بالغه على دين الشخص وصحته النفسية والبدنية .

جمع و ترتيب د محمد عبد الجواد
حفظنا الله أولادنا و أولاد المسلمين .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)